غزة (الاراضي الفلسطينية): أعلنت قناة الجزيرة القطرية الجمعة مقتل مصورها في قطاع غزة سامر أبو دقة في قصف اسرائيلي، فيما أصيب مراسلها وائل الدحدوح الذي كان معه خلال تغطيتهما سقوط قتلى وجرحى إثر قصف اسرائيلي طاول مدرسة وسط خان يونس.
وأعلنت القناة "استشهاد الزميل سامر ابو دقة مصور قناة الجزيرة في غزة خلال تغطيته القصف الاسرائيلي على مدرسة فرحانة في خان يونس".
دحدوح
وقال المراسل وائل الدحدوح لوكالة فرانس برس من مستشفى ناصر بخان يونس "كنت اقوم بتغطية آثار غارة اسرائيلية أنا والمصور سامر ابو دقة وسط خان يونس بعدما أحدثت قتلى وجرحى. كان طاقم الدفاع المدني قد وصل قبلنا، وفي طريق عودتنا قامت مسيرة اسرائيلية بإطلاق صاروخ أصبت بشظاياه في ذراعي اليمنى وفي خاصرتي".
الجزيرة
وكانت القناة القطرية قد حمّلت الجيش الاسرائيلي "المسؤولية الكاملة عن حياة سامر أبو دقة"، مشيرة الى أن "قوات الاحتلال عرقلت وصول فرق الإسعاف للزميل سامر أبو دقة الذي يعاني من إصابة بالغة".
واعتبرت أن "هذا جزء من عملية ممنهجة لاستهداف مراسلي الشبكة وعائلاتهم".
وأكد الدحدوح لفرانس برس أن "هذا استهداف مقصود"، مضيفا "ساستمر في الصحافة طالما بقي لدي نفس".
من جانبه، قال المكتب الاعلامي التابع لحركة حماس في بيان إن "الاحتلال الصهيوني النازي ارتكب اليوم الجمعة جريمة وحشية مُركّبة باستهدافه مدرسة فرحانة التابعة للأونروا والتي تؤوي نازحين من أبناء شعبنا الفلسطيني في مدينة خان يونس".
وأشار الى "قيامه بعملية قصف ثانية متعمّدة استهدفت الأطقم الصحافية التي وصلت للمدرسة لتغطية القصف الأول، فأوقعت بينهم عدداً من الإصابات بمن فيهم مراسل قناة الجزيرة وائل الدحدوح، ومصور الجزيرة سامر أبو دقة" الذي قتل في وقت لاحق.
واعتبرت حماس ان "هذا الاستهداف المتعمّد للمدنيين النازحين في مركز يحمل علم الأمم المتحدة، وللصحافيين على حدٍ سواء، يأتي في إطار حرب الإبادة التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني ضد شعبنا، ومحاولة لترهيب الأطقم الصحافية ومنعها من توثيق مجازره في قطاع غزة".
وأكدت أن الأمر "يستدعي إدانة دولية واسعة وتحركاً جاداً لحماية المدنيين والصحافيين من إجرام جيش الاحتلال النازي".
وشددت حماس على أن "قوات الاحتلال الصهيوني قتلت سامر أبو دقة، وتركته ينزف مدة خمس ساعات ومنعت الاسعاف من الوصول اليه او الى المصابين الآخرين"، معتبرة أنه "كان شاهدا وشهيدا على جرائم العدو السادي".
من جهته، اعلن الدفاع المدني في قطاع غزة "استشهاد ثلاثة عناصر من طواقمنا جراء قصفهم من قبل طائرات الاحتلال الإسرائيلي أثناء عملهم الإنساني خلال إنقاذ المواطنين في مدرسة فرحانة وسط محافظة خان يونس".
وفي القدس الشرقية المحتلة، قام حرس الحدود الاسرائيليون الجمعة بالاعتداء على الصحافي مصطفى الخروف الذي يعمل مع وكالة انباء الاناضول التركية، وذلك اثناء تغطيته منع المواطنين المقدسيين من الوصول الى المسجد الاقصى.
ووثقت لقطات فيديو لمصورين من قنوات مختلفة الاعتداء على مصطفى الخروف، واظهرت قيام أحد عناصر شرطة حرس الحدود الاسرائيلية بدفعه مع صحافي آخر وضربهما، فسأله مصطفى باللغة العبرية "لماذا تضربنا وتدفعنا ونحن صحافيان؟".
وما لبث الشرطي أن وجه اليه لكمات عدة على وجهه. وقبل أن يتحسس مصطفى مكان اللكمة، عاد الشرطي شاهرا سلاحه في وجهه وضربه ببندقية على رأسه. ثم قام شرطي آخر بمحاولة خنقه قبل أن يطرحاه ارضا ويشبعاه ضربا على راسه بأحذيتهما العسكرية.
والتقت وكالة فرانس برس مصطفى الخروف في المستشفى، وقد غطي رأسه بضمادات بيضاء وبدت آثار الضرب على وجهه وأنفه وعينيه.
وزاره عضو الكنيست الاسرائيلي التقدمي عوفر كسيف من الجبهة الديموقراطية والعربية للتغيير، وقال لفرانس برس إن "اسرائيل قتلت عددا كبيرا من الصحافيين في قطاع غزة، إنها سياسة تنتهجها وليست حادثا عرضيا".
واضاف "على العالم أن ينهض ويوقف هذه الحكومة المجنونة التي تستمر بجرائمها ضد الفلسطينيين او ضد الصحافيين او الاطباء وغيرهم".
وتابع أن الحكومة الاسرائيلية "تريد إخفاء جرائمها، لذا تستهدف الصحافيين وخصوصا وسائل الاعلام الدولية. لا يريدون أن يعرف العالم ماذا يجري في القدس المحتلة كما حدث مع مصطفى، أو ماذا يحصل في هجومهم على غزة".
وتعليقا على الاعتداء على الصحافي مصطفى الخروف قال الناطق باسم الشرطة الاسرائيلية دين إلسدون "اعلمكم بأن قائد شرطة حرس الحدود قد أوقف على الفور الضباط المتورطين، في انتظار إجراء تحقيق شامل في تفاصيل الحادث".
وبحسب نقابة الصحافيين الفلسطينيين فإن عدد الصحافيين والإعلاميين الذين قتلوا في غزة منذ بداية الحرب يناهز 75 كان آخرهم مصور قناة الجزيرة سامر أبو دقة.
وثمة صحافيون مفقودون إضافة الى اعتقال صحافيين اثنين في غزة واعتقال 41 صحافيا في الضفة الغربية المحتلة، وفق المصدر نفسه.