: آخر تحديث

مسلسل "أوسكين" على "ديزني +" قصة جرح لم يندمل في فرنسا

34
33
27
مواضيع ذات صلة

باريس: يوثّق مسلسل قصير توفّره منصة البث التدفقي "ديزني +" اعتباراً من 11 مايو الجاري ما حصل للطالب الفرنسي من أصل جزائري مالك أوسكين الذي ضربه عناصر الشرطة الفرنسية حتى الموت قبل أكثر من 35 عاماً، ويواصل المخرج أنطوان شيفرولييه من خلال هذا العمل استكشافه الجروح الفرنسية بعد مسلسلين آخرين.

ويأتي هذا المسلسل القصير بعد آخرَين لشيفرولييه هما "لو بورو دي ليجاند" و "باروزن نوار"، ويـتالف من أربع حلقات مدة كل منها ساعة واحدة، تعرضها "ديزني +" في فرنسا والعالم اعتباراً من الأربعاء. ويشكّل "أوسكين" حدثاً إذ يتناول قصة الشاب الجزائري الأصل الذي كان في الثانية والعشرين عندما قضى جرّاء عنف رجال الشرطة، على نحو ما حصل للأميركي من أصل إفريقي جورج فلويد في 25 مايو 2020.

وبعد هذا الاقتباس التلفزيوني الأول لقصة "جورج فلويد العربي"، يتوقع أن يُعرض في مهرجان كان السينمائي الذي يقام في نهاية الشهر الجاري فيلم سينمائي للمخرج الفرنسي من أصل جزائري رشيد بوشارب بعنوان "إنديجين" (Indigenes). ويسعى شيفرولييه المولود عام 1982 من خلال مسلسله إلى إعطاء أهمية أكبر لقضية هذا الشاب، بحيث لا يعود مجرد حادث عادي بسيط.

وقال شيفرولييه في حديث لوكالة فرانس برس إن "مالك أوسكين ليس مجرّد خبر كأخبار الحوادث. بل هو مسألة مجتمعية مهمة ينبغي النظر إليها على هذا النحو". وهو تعرّف على هذه القصة مراهقاً من خلال أغنية راب لفرقة "اساسين" (Assassin)، وردت فيها عبارة "الدولة تغتال، ومالك أوسكين مثال على ذلك".

لكن إسم أوسكين لم يُحدث وقعاً مدوياً في نفس شيفرولييه ولم يصبح راسخاً في وجدانه إلا بعد بضع سنوات.

وروى أنه، في تلك الحقبة، كان أقام لتوه في باريس، وأن عدداً من شباب الأحياء الذين كان يخالطهم كانوا يخبرونه باستمرار عن أوسكين. فشعر بأن قصته تعبّر عن "الإقصاء وعدم التمثيل والسعي إلى التعتيم"، فرأى عندها وجوب إعداد فيلم عن الموضوع.

وكان شيفرولييه العصامي، المتحدر من بلدة صغيرة في أنجو، بدأ في تلك المرحلة يكتسب سمعة مهنية طيبة، من خلال إخراجه حلقات عدة من المسلسلين الناجحين "لو بورو دي ليجاند" و "باروزن نوار" اللذين ينتقدان، كلّ بطريقته الخاصة، الديمقراطية الفرنسية.

وأدرك شيفرولييه أن نمط المسلسل هو الأكثر ملاءمة لمشروعه عن مالك أوسكين، وخصوصاً أن في إمكانه من خلاله التطرق إلى مواضيع كثيرة، "منها حرب الجزائر (1954-1962)، والوضع السياسي في فرنسا التي كانت تشهد مساكنة، والسياق الاجتماعي".

وتوخياً لذلك، لجأ إلى تقسيم القصة إلى ثلاث طبقات متمايزة، ثم جمعها في إطار موحد.

وتتناول الطبقة الأولى الوقت الراهن، من خلال متابعة المعركة التي خاضتها عائلة مالك وصولأً إلى محاكمة الشرطيين المعنيين بالحادثة. أما القسم الثاني، فيركز على الساعات الأخيرة للشاب أوسكين. ويُدرج القسم الأخير التاريخ الفردي لعائلة أوسكين بتاريخ فرنسا، معيداً مثلاً بطريقة مؤثرة تكوين مشهد مجزرة أكتوبر 1961 حن ألقت الشرطة المتظاهرين الجزائريين في نهر السين.

وتعاون أنطوان شيفرولييه لهذا الغرض مع أربعة كتاب سيناريو: الكاتبة فايزة غين المعروفة بمؤلفاتها التي تستكشف هوية الفرنسيين الذين تربط أصولهم بالهجرة من دول المغرب العربي، والمخرج الفرنسي-البوركيني سيدريك إيدو ، وكاتب السيناريو جوليان ليلتي ، والمخرجة الشابة لينا سواليم.

والأهم من ذلك أن شيفرولييه حصل على دعم من شقيقَي مالك أوسكين وإحدى شقيقاته. وشدد على أن "عدم إشراكهم في المشروع لم يكن وارداً".

ورداً على سؤال عما إذا كان المسلسل سياسياً، قال "ما يثير اهتمامي هو الظلم، سواء أكان ذلك في حق أبناء المهاجرين أو في حق البروليتاريين في المقاطعات ... وارى أن الظلم هو نفسه في الحالتين. على أي حال (...) لقد حان الوقت لنروي قصصنا وننفض الغبار عن الرواية الوطنية".

وتمنى ختاماً أن يساهم المسلسل في "تخفيف التوترات (...) إذ حان الوقت لنبدأ في فرنسا بمعالجة هذه القضايا التاريخية التي تشبه النقائل السرطانية".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ترفيه