: آخر تحديث
حين تتقاطع المواقف الدولية مع عدسة السينما

مهرجان كان 78: تصفيق.. مواقف حادّة.. ودراما حيّة على المسرح

19
16
10

إيلاف من كان: في دورته الثامنة والسبعين، يتجاوز مهرجان كان السينمائي طابعه الاحتفالي المعتاد، ليظهر هذا العام كمسرح لتقاطعات سياسية وثقافية متداخلة.

وسط حضور سينمائي واسع، تحوّلت بعض العروض والرسائل إلى محاور نقاش لافتة، أثارت جدلًا داخل الأوساط الفنية والإعلامية، ووضعت المهرجان مجددًا في قلب الأسئلة حول حرية التعبير، ودور السينما في زمن الأزمات.

افتُتحت فعاليات الدورة مساء الثلاثاء، وسط مزيج من التصريحات السياسية واللمسات الاحتفالية، حيث أعلن المخرج الأميركي كوينتن تارانتينو – الذي انطلقت مسيرته من كان – انطلاق المهرجان بإلقائه الميكروفون على المسرح في لقطة درامية أثارت التصفيق، قبل أن يغادره بطريقة استعراضية لافتة.

الأستاذ والتلميذ... وتكريم مستحق
في لحظة استثنائية امتزج فيها الفن بالتاريخ، وقف الحاضر ليحيّي الماضي، حين صعد ليوناردو دي كابريو إلى منصة "غراند ثياتر لوميير" لتقديم السعفة الذهبية الفخرية لروبرت دي نيرو (81 عاماً)، أستاذه ومُلهمه، وسط تصفيق حارّ من جمهور المهرجان.

وصف دي كابريو زميله دي نيرو بكلمات مؤثرة، واصفًا إياه بـ"النموذج المثالي للممثل" ومدافعًا شرسًا عن الديمقراطية.

دي نيرو، الذي بدا ممتنًا لتكريمه، لم يتردّد في استغلال لحظة الاحتفاء ليُطلق موقفًا سياسيًا حادًا، مهاجمًا قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الأفلام غير الأميركية.

قال دي نيرو: "الفن هو الحقيقة... والفن يحتضن التنوع. ولهذا يُرعب الطغاة والفاشيين". وأضاف: "لا يمكنك أن تضع ثمنًا على الإبداع، لكن يبدو أن ترامب وجد وسيلة لفرض ضريبة عليه".

واختتم كلمته برسالة واضحة: "علينا أن نحتج، أن نرفض، أن نُدافع عن حرّيتنا".

جولييت بينوش... وقفة إنسانية
وسط عالم متوتر بالحروب والنزاعات، أعادت رئيسة لجنة التحكيم، جولييت بينوش، توجيه الأضواء نحو غزة، بإهداء كلمتها الافتتاحية للمصورة الفلسطينية فاطمة حسونة، التي استُشهدت في قصف إسرائيلي، بينما يُعرض فيلم وثائقي عنها هذا العام ضمن قسم ACID، بعنوان "ضع روحك على يدك وامشِ".

قالت بينوش: "كان ينبغي أن تكون فاطمة معنا الليلة... الفن هو الشهادة الأقوى على حياتنا وأحلامنا"، داعية إلى مواجهة الجهل بالمعرفة، والخوف بالتعاطف. وأضافت بصوت متأثر: "مهمتنا اليوم أن نحلم، أن نرسم عالماً جديداً، أكثر عدلاً ورحمة".

انقسام حول فيلم الافتتاح
في نهاية الحفل كان الجمهور على موعد مع العرض العالمي الأول للفيلم الفرنسي "ارحل في يومٍ ما" (Partir Un Jour)، وهو العمل الروائي الطويل الأول للمخرجة أميلي بونان. الفيلم يستند إلى قصتها القصيرة الفائزة بجائزة "سيزار" عام 2021، والتي أعادت تطويرها للسينما الطويلة بالتعاون مع الكاتب ديميتري لوكاس.

وبجانب طاقم الفيلم والمخرجة بونان، حضر عدد من المشاهير لمشاهدته منهم: كوينتن تارانتينو، روسي دي بالما، جوليا غارنر، زهرا أمير إبراهيمي، نڤا ماو، وليوناردو دي كابريو.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ترفيه