إيلاف من دبي: وصفت عارضة الأزياء الأميركية من أصول فلسطينية، بيلا حديد، معاناتها اليومية مع داء لايم، مشيرة إلى أن الألم المزمن الناتج عن المرض يجعل من الصعب عليها أداء أبسط المهام، بما في ذلك الاستحمام أو تحضير الإفطار.
وتشارك حديد في الدورة الـ78 من مهرجان كان السينمائي الدولي، حيث لفتت الأنظار بإطلالة وُصفت بأنها مزيج من التمرد الدقيق والحد الأدنى من الزخرفة. وقدمت حديد (28 عامًا) إطلالتها الأولى في المهرجان لحضور العرض الافتتاحي لفيلم Partir Un Jour (الرحيل يومًا ما)، مرتدية فستانًا أسود مصممًا خصيصًا لها من دار Saint Laurent، تميّز بقصة ضيقة، وجوانب مكشوفة، وظهر غير متماثل مفتوح، بالإضافة إلى فتحة ساق عالية، وهو تصميم خالف تقاليد اللباس الجديدة للمهرجان، التي حدّت من الأقمشة الشفافة والتصاميم المبالغ بها والذيل الطويل.
وفي مقابلة موسعة نشرتها مجلة British Vogue ضمن عددها لشهر حزيران (يونيو)، تحدثت حديد، البالغة من العمر 28 عامًا، عن طبيعة المرض الذي تم تشخيصها به عام 2012، موضحة أنه لا يزال يقيّد حياتها رغم فترات التحسن النسبي. وكانت والدتها يولاندا حديد وشقيقها أنور قد شُخّصا أيضًا بنفس المرض.
تقول حديد إنها تعاني من أعراض متكررة تشمل الصداع، "الضباب الذهني"، الحساسية تجاه الضوء والضوضاء، الالتهابات وآلام المفاصل، وتضيف أن المرض قد يسبب أيضًا اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب، القلق، ونقص الانتباه مع فرط الحركة – وهي حالات ذكرت وسائل إعلام أنها تأثرت بها سابقًا.
وقالت في المقابلة: "أشعر بالذنب أحيانًا لأني شديدة الحساسية. لا أظن أن الناس يفهمون ما يعنيه المرض المزمن. في بعض الأيام، الاستحمام وحده يُعد إنجازًا، وأعدكم، يا من تقرؤون هذا، أنني أستحم يوميًا. لكن عندما أحظى بيوم راحة، إذا تمكنت من الاستحمام وتحضير الإفطار، أعتبر ذلك إنجازًا".
وأشارت حديد إلى أن يوم المقابلة كان مقررًا في الساعة الثالثة بعد الظهر، لكنها كانت تعاني من "ألم مبرّح" حتى الساعة الحادية عشرة صباحًا، ووصفت بداية يومها بأنها "كانت شديدة الصعوبة".
وفي عام 2020، استخدمت حسابها على إنستغرام لتصف المرض بـ"المرض غير المرئي"، ونشرت رسمًا توضيحيًا لأعراضه، معلّقة: "أشعر يوميًا بما لا يقل عن عشرة من هذه الأعراض دون استثناء... منذ كنت في الرابعة عشرة، لكن الأعراض ازدادت حدة عند بلوغي سن الثامنة عشرة".
زيارة إلى تكساس وبداية علاقة جديدة
وفي سياق المقابلة نفسها، تطرقت حديد إلى مرحلة تحسّن جزئي في حالتها الصحية، سمحت لها بالسفر إلى تكساس لزيارة والدتها وزوج والدتها. هناك، التقت بالفارس الأميركي آدان بانيولوس، والذي أصبح شريكها العاطفي.
وقالت: "ذهبت إلى هناك وكنت برفقة زوج والدتي. كنا نعتني بالأبقار ونركب الخيل، وبدأت أشعر بتحسّن طفيف، رغم استمرار المعاناة مع مشاكلي الصحية. وفي اليوم التالي، التقيت بشريكي".
ووصفت اللقاء الأول قائلة: "رأيته يدخل إلى قاعة العرض، وكنت حينها أُجرب قبعة راعي بقر. بدا الأمر كما لو أن نسمة هواء جديدة دخلت المكان. لطالما رغبت في شخص يشبه راعي البقر، وهو كذلك بكل معنى الكلمة". وأشارت إلى أن بانيولوس لم يكن يعلم بهويتها الفنية عند لقائهما الأول، مضيفة: "لا أطيق الانتظار لأصبح أمًا. فكرة الأسرة أصبحت حاضرة في ذهني".
مسيرة مهنية لافتة
بيلا حديد تُعد من أبرز عارضات الأزياء في جيلها، وسبق أن ظهرت على أغلفة نسخ متعددة من مجلة Vogue. وفي عام 2022، منحتها "مجلس الأزياء البريطاني" لقب "عارضة العام"، كما أدرجتها مجلة Time الأميركية ضمن قائمة "أكثر 100 شخصية تأثيرًا في العالم" لعام 2023.
وتنتمي حديد إلى عائلة بارزة في مجال الأزياء، إذ تحظى شقيقتها الكبرى جيجي حديد (30 عامًا) بمكانة مرموقة في هذا المجال، وكانت قد حصلت بدورها على لقب "عارضة العام" في عام 2016.
معلومات طبية عن المرض
داء لايم هو عدوى بكتيرية تُنقل إلى الإنسان عن طريق لدغة قرادة مصابة. وتظهر الأعراض في العادة بعد أيام أو أسابيع من الإصابة، وقد تشمل طفحًا جلديًا وحمى وآلامًا عضلية. وفي بعض الحالات، تستمر الأعراض لفترة طويلة. وغالبًا ما يُعالج المرض بمضادات حيوية يُوصي بها طبيب عام، لكن في حالات أكثر تعقيدًا، قد يتطلب العلاج وصفات أقوى.