فريق الهلال يتصدر دوري روشن السعودي للمحترفين؛ ذلك حدث ليس مستغرباً، عطفاً على الإمكانيات الفنية والعناصرية التي يتفوق فيها الفريق على باقي الأندية، والحدث غير المهضوم وأشغل الوسط الرياضي في الفترة الأخيرة، هو الحظوة التي تميل إلى صالح الزعيم، مادياً ولوجستياً، خاصة مع التوجه الحكومي نحو دعم الرياضة، وعلى الأخص كرة القدم، وفرقها ودرجاتها المختلفة، وانتشالها من الغرق في المديونيات والتخبط الإداري وسوء التنظيم، حيث يشتكي المنافسون وبقية الأندية من عدم المساواة، الأمر الذي قد يؤثر في عدالة المنافسة.
الصورة قاتمة ومربكة، مع اختفاء الشفافية، وقنوات التواصل المقطوعة، بين اللعبة ومفاصل المنظومة، إلى جانب ظهور قرارات تخدم أندية على حساب أندية أخرى، من استقطابات وتعاقدات، وأشياء أخرى، تنفذ على وجه السرعة لطرف، ومهملة تجاه الأطراف الأخرى، والشواهد كثيرة، لذلك كان الزعيم في نظر المنافسين هو المستفيد الأول، مما جعله يتحول من فريق يراوح بين الحضور والغياب إلى الفريق الثابت والبقية متحركين يتصافقون ويستغيثون.
وفي نظر الآخرين، الهلال فقط يؤشر من غير ما يطلب، والأندية الأخرى تستجدي حقوقها، وطلباتها تحت بند المراجعة، أو كما خرج بعض المتضررين، و"كبوا العشاء"، لعل أصواتهم تصل، والبعض يردد لا حياة لمن تنادي.
والنتيجة تحركات متأخرة للملمة الأمور، وردة فعل متشنجة ومبتورة قد تصل إلى المحاسبة، خاصة وأن ما يطفو على السطح لا يخدم المشروع الرياضي السعودي، ولا يتوافق مع برامجه التطويرية. ولا بد من معالجة الأمور، وإصلاح الخلل، وإلا ستبقى لوحة "أنت من يقدر عليك" معلقة حتى إشعار آخر.