البعض أخذ المقلب وعاش دور المصلح المؤثر؛ مشاهد خالية من الصفاء والنقاء يغلب عليها غياب المسؤولية، ولا تقدم ما يمليه الضمير والمبادئ الربانية، بل البعض "دواء جمعة"، لا يوجد من شخصيته سوى حديث جميل وعبارات رنانة لا تغني عن الواقع شيئاً. طبيعة العلاقات الإنسانية الصحيحة والمجتمعات الواعية كالجسد الواحد في التعاضد والتكاتف المجتمعي، لا أقلام ولا أصوات رنانة هدفها إثارة الجدل ولا تعالج بطرحها موضوعاً يمس المجتمع أو ما يشعر به، وكأنها تغرد خارج المحيط الذي تعيش فيه، بل تجد مجرد رقم يُذكر ومصطلحات فيها الكثير من المغالطات لجذب الانتباه وتصدر المشهد فقط.
أخبار عدة وأمور تثير الجدل، والدخول فيها أشبه بكابوس يطارد ما خطته بعض الأقلام، وإن كان الدفاع عن الحق ليس بشيطنة الآخرين والدخول في لغة التعميم وتأجير العقل. مع المتغيرات، ومنها مواقع التواصل الاجتماعي بصفتها منصة تتيح لكل الأفراد باختلاف مستواهم العلمي والفكري الحديث وإبداء الرأي في كل الأمور والمسائل، وبالتالي توسعت لدينا ظاهرة طغت على السطح تتمثل في قيام البعض بطرح رأي شاذ من دون تثبت أو دليل، يتبعه تعزيز واحتفاء من مجموعة يدعمونه ويساهمون بالنشر باعتباره أحدث حالة من إثارة الجدل وزعزعة القيم والمبادئ والثوابت المجتمعية، وهذا التصرف أدى بدوره إلى تصعيد إثارة الجدل بصفتها قيمة بذاتها، وحقيقة الأمر تصطدم بالوعي والإدراك وليس لها قيمة سوى لحظة تداولها.
الخاتمة من إثارة الجدل إلى أضحوكة على رفات الزمن، بواقع أصبح التبرير فيه مهمة شاقة على اختلاف العقول والفروق الفردية بين الأفراد والمجتمعات.