ضياء رشوان
أياً كان النظر لثورة الضباط الأحرار في مصر يوم 23 يوليو 1952، أو الموقف منها ومن قادتها، وخصوصاً الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، فمما لا شك فيه، أنها بعد مرور نحو ثلاثة أرباع القرن عليها، تعد الحدث الأبرز في تاريخ مصر الحديث، الذي بدأ مع حكم محمد علي باشا لها عام 1805.
والقول بأنها الحدث الأبرز في هذا التاريخ، لا يستند إلى ما قد يراه بعض المؤرخين أو السياسيين إنجازات أو تغييرات حققتها هذه الثورة، وخصوصاً في عهد قائدها جمال عبد الناصر، ولا يتعلق بما أصابت فيه هذه الثورة وقائدها، وما أضافته لمصر داخلياً وخارجياً، أو ما أخفقت في تحقيقه، وما لحق بها من انكسارات أو أزمات.
أما المنظور الذي يبرر القول إن هذه الثورة وقائدها هي الحدث الأبرز في تاريخ مصر الحديث، فهو لا يتعلق بمضمون ذلك الحوار حولهما المشار إليه، بل يتعلق بدلالات استمراره، بعد كل تلك السنوات، وبالرغم مما شهدته مصر، ومعها عالمنا العربي، وإقليمنا الشرق أوسطي والعالم كله من تغييرات هيكلية هائلة.
وأما على الصعيد الخارجي، وخصوصاً الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني – العربي، فيكفي تدليلاً على الحضور اللافت لثورة يوليو وقائدها عبد الناصر، ما أثارته مؤخراً من جدال عميق وصاخب، التسجيلات التي أذيعت للرجل في حوارات مع الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، وبعض من الزعماء العرب حينها، حول رؤيته لكيفية إدارة هذا الصراع، والدور المصري فيها، بعد هزيمة 5 يونيو 1967..