«.. لو أننا نعلم ما يُقال عنّا في غيابنا لما ابتسمنا في وجوه الكثير من الناس»!
من مقولات الغزالي.
تابعت قبل فترة مسلسلاً حول امرأة تقرأ ما يدور في عقول وخاطر كل من حولها، بماذا يفكرون، وما يقولون بينهم وبين أنفسهم، فكانت تسمع المصائب وتكتشف النفاق، وتتحسّر على حسن نواياها.
كما قال الغزالي، فعلاً لو اننا نعرف ما يقوله الآخرون بعد أن نغادر مجلسهم لتغيّرت كثير من الأمور، ولتبدلت المواقف وتغيّرت العلاقات.
طبيعي جداً أن تكون هناك مجاملة بجميل الكلمات وقليلها، ولكن المبالغة غير المبررة هي ما يمكن أن يفصل بين صاحب المشاعر الحقيقية، وبين هذا النوع من البشر.
للأسف يتلذذ بعض الناس في قلب اسطوانة القول بمجرد أن يغادر أحدهم مجلسهم، فيبدأ مجلس الانتقاد، الذي يخرج بعض الأحيان عن الأصول.
بعض المحيطين ببعض المسؤولين في الدولة لا يُسمِعُون حولهم سوى المديح والإشادة بالإنجاز، ولكنهم ما أن يتركوا مكانهم معه، حتى تبدأ الانتقادات والتعبير عن خيبة الأمل منه.
بعض المقالات أيضاً تحمل في طياتها كلمات وأسطراً فحواها تطبيل وتمجيد لا أكثر ولا أقل.
للأسف، وفي ظل بعض الرقابات على بعص وسائل الإعلام، تتعطّل كلمات النقد الصريحة، لتموت في مكانها، لأن الشكوك تتوه حول كل كلمة، فتثور المقاصد التائهة لتُفَسّر كما يريدون وبكل إصرار.
حقيقة، الانتقاد والتعبير عن الرأي يتطلبان ثقة الطرف الآخر في تقبلهما وحسن الظن فيهما.
ولكننا نُعيد القول إن الانتقاد يعتمد على المُنتَقد، وعلى الغرض من انتقاده، فطالما هناك نفوس ضعيفة، فهناك فساد في الغرض من الانتقاد.
ولكن أيضاً هناك كثيراً من حسن النوايا والحب الخالص مما يجعل الانتقاد دواء لمرض.
اعرفوا جيداً من ينتقد، وتقبلوا منه ملاحظاته، وإن كانت بعض الكلمات قاسية، الا ان النوايا الحسنة تُبرّد حرارة الكلمات وتجعل قبولها سهلاً.
إقبال الأحمد