فيصل سليمان أبومزيد
يستهويني أن تعمل المؤسسات في صمت برؤية واضحة واستراتيجية طموحة بعيدة المدي، ومن خلال المتابعة اليومية للصحف ووسائل الإعلام على تنوّعها تذهب عيناي مباشرة نحو الأخبار التي تتطلع نحو المستقبل وتبحث عن ضخ الأمل في شرايين القلب فتلهب حماسه وتسهم في رفع معنوياته بما يؤكد أن الأجمل لم يأت بعد.
من نوعية هذه الأخبار ما تابعته مؤخراً عن إطلاق مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية والتربوية ملتقى رعاية الموهبة، في إطار سعيها إلى دعم وتطوير القدرات الإبداعية والمهارات المتميزة للطلبة الموهوبين بمشاركة أولياء أمورهم.
أتاح الملتقى - الذي يُعّد منصة تعليمية فريدة من نوعها - الفرصة للطلبة وأسرهم للتواصل المباشر مع نخبة من الخبراء والمختصين في مجال رعاية الموهوبين، بما يساهم في تمكين الطلبة من استثمار قدراتهم الإبداعية والمساهمة في بناء مستقبل مشرق للمجتمع بأثره.
والملتقى الذي عقد ليوم واحد استهدف جميع الطلبة الموهوبين المشاركين في برامج المؤسسة، بهدف توفير بيئة تعليمية مبتكرة تُعنى بتنمية مهارات التفكير الابتكاري والتواصل الإيجابي، وذلك من خلال تنظيم سلسلة من الجلسات التفاعلية.
حقيقة شعرت بسعادة غامرة وأيقنت أن القائمين على مؤسساتنا الوطنية تشرّبوا فكر القيادة وباتوا قادرين على ترجمة رؤاها بما يحقّق أهداف التنمية المستدامة ومواكبة المستقبل والتقدم بكل ثقة وثبات نحو آفاق الريادة العالمية.
لعل الملتقى يمثل خطوة جادة ومثمرة من أجل تحقيق أهداف مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية والتربوية في دعم الموهوبين لتمكينهم من تحقيق إمكاناتهم الكاملة.
ومن واقع المتابعة لعمل المؤسسة منذ فترة ليست قصيرة، زادت قناعتي أن القائمين على المؤسسة جادون في تعاملهم مع ملف الموهوبين وحريصون على تهيئة أفضل الأجواء من أجل الاستفادة القصوى من العناصر المتميزة أصحاب العقول النيرة والأفكار الملهمة.
ففي نوفمبر الماضي على سبيل المثال، نظّمت المؤسسة، منتدى حمدان لاكتشاف وتطوير المواهب في جامعة الإمارات العربية المتحدة في مدينة العين، تحت شعار "التكامل بين التعليم والصناعة والشراكات الدولية في اكتشاف وتطوير المواهب".
مثل هذه الفعاليات وتنوعها يعزز فرص التعاون بين القطاعات التعليمية والصناعية والشركاء الدوليين لتطوير الموهوبين ودعمهم، وذلك بحضور نخبة من الأكاديميين والخبراء والطلاب المهتمين بمجال رعاية الموهوبين.
تحرّك المؤسسة ليس محلي فقط؛ فقد شاركت في ديسمبر الماضي في الملتقى السنوي للشبكة الأوروبية لدعم المواهب الذي انعقد في العاصمة السلوفينية ليوبليانا بمشاركة 25 مركزاً من مراكز المواهب حول العالم.
وقبلها في الملتقى الخليجي الأول الذي أقيم في الكويت بمشاركة وفود الموهوبين من دول مجلس التعاون.
تحية تقدير لمركز حمدان بن راشد ودوره البناء في رعاية فئة لها أهميتها الخاصة ولعلها رسالة لكل من يريد مواكبة العصر بأن رعاية الموهوبين هي فريضة الوقت