: آخر تحديث

العلاقة السورية - الإيرانية - الروسية

6
6
6

خالد بن حمد المالك

كانت روسيا كما هي إيران داعمة لنظام بشار الأسد، وأخَّرت بدعمها إنهاء التخلص من حكمه، بل إن روسيا آوته بعد هروبه، وسهَّلت وصوله إلى موسكو، وأعلن الرئيس الروسي أنه سوف يستقبله، في إشارة إلى تعاطفه معه، حتى وهو يخرج من دمشق مهزوماً.

* *

لكن روسيا، كان تفاعلها مع نجاح الثورة عاقلاً، التزمت الصمت، وحاولت قبل سقوط حلب أن تفشل الثورة، وتبقي الأسد رئيساً لسوريا، وحين وجدت أن مثل هذا الموقف سوف يكلفها ويكلف السوريين دماءً وخراباً دون أن تحقق ما ترمي إليه، تراجعت عن دعمها للنظام السابق.

* *

بل إنها مهَّدت الطريق ليمارس النظام الجديد مسؤولياته، دون تدخُّل منها، من خلال سحب بعض قواتها من قواعدها العسكرية، متخلية عن أي اتفاق سابق مع نظام بشار الأسد، وفي هذا قناعة من موسكو بعدم رغبتها في إثارة الفتن والفوضى أمام النظام الجديد، الذي لقي الترحيب من الشعب، أو هكذا يبدو.

* *

أكثر من ذلك، فقد أعلن وزير خارجية روسيا في تصريحات إيجابية لصالح النظام الجديد وضد نظام سوريا السابق، وأنه مع استقرارها، ما دعا أحمد الشرع إلى القول بأنه لا يسعى إلى إخراج القوات الروسية بطريقة مذلة، وأنه يرى في روسيا دولة يجب التعاون معها.

* *

وخلافاً لذلك، فوزير خارجية إيران لا يرى أي انتصار للنظام الجديد في سوريا على النظام السابق، ويطالب الجميع بالتمهُّل، بانتظار ما سيحدث، وهو ما حدث بالفعل يوم الأربعاء قبل الماضي، وكان صادقاً في قول ما كان يعرفه.

* *

وتحدثت الأخبار عن أن المظاهرات في بعض المدن السورية كانت تحمل شعارات طائفية موالية لإيران، وإن كان من قام بها من فلول النظام السابق، ممن لم يكتفوا بالمظاهرات، وإنما قاموا بإطلاق النار، وقتل وإصابة عدد من رجال الأمن.

* *

وكان الأخطر والأكثر وضوحاً في الموقف الإيراني الذي سقط نفوذه في سوريا بسقوط بشار الأسد ما قاله المرشد الأعلى في إيران بأن سوريا على موعد مع خروج مجموعة من الشرفاء لتغيير النظام الجديد، ما جعل القيادة السورية الجديدة تسارع بالرد من خلال الإعلان عن أنها سوف تتقدم إلى المحاكم الدولية بمطالبة إيران بالتعويض عن دورها في الأضرار التي لحقت بسوريا، بسبب دعمها لبشار الأسد.

* *

هذا الارتباك في التعامل الإيراني مع النظام الجديد في سوريا، جعل إيران وكأنها تحدد مستقبل علاقاتها بالقول في تصريحات لخارجيتها بأن سوريا تواجه مستقبلاً غامضاً بعد انهيار نظام بشار الأسد، وإن فتح السفارة الإيرانية في دمشق يعتمد على سلوك النظام الجديد.

* *

كل هذا يحدث، ولم يمضِ على هروب بشار الأسد، وسقوط نظامه، أقل من شهر، فماذا سيكون عليه الحال في المستقبل، إذا ظل الموقف السوري - الإيراني هكذا، وكيف ستكون العلاقات بين البلدين أمام ما ظهر من عقبات وتحديات أمام النظام الجديد، فيما يجب أن تكون العلاقات بين دمشق وطهران مبنية على الحوار والتفاهم وعلى المستجدات في سوريا، لا على ما كانت عليه العلاقات حين كان بشار الأسد رئيساً لسوريا؟!


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد