: آخر تحديث

الذكاء العاطفي

12
10
16

مفهوم الذكاء العاطفي يتم تداوله على نطاق واسع، وهو يحمل معنى كبيراً، ويستحق الاهتمام به وفهم جوانبه، لكونه يمنحنا القدرة على التعرف إلى مشاعرنا وفهمها، وأيضاً مشاعر الآخرين، وهذه المعرفة نستطيع استخدامها في توجيه سلوكنا وتعزيز علاقاتنا في مختلف جوانب الحياة.يقال: إن أول من تناول هذا المفهوم هو عالم النفس دانيال جولمان، وذلك في كتابه الذي نشره عام 1995 وحمل عنوان: الذكاء العاطفي، وقد وضع تعريفاً للذكاء العاطفي، جاء فيه: «القدرة على التحكم في عواطفنا، والتعرف إلى مشاعر الآخرين، وتحفيز أنفسنا، وإدارة مشاعرنا وعلاقاتنا بفعالية».ومنذ ذلك الحين، وهذا المفهوم يجد رواجاً وانتشاراً واسعاً في مختلف أرجاء العالم، وأصبح هناك من يعده عاملاً رئيسياً من عوامل النجاح والتميز، في مختلف مجالات الحياة، وتحديداً في مجال بيئة العمل. وهذا الجانب تحدث عنه عالم النفس دانيال جولمان في إحدى مقابلاته، حيث قال: «في العمل، يتم تقدير الأشخاص ليس فقط لما يعرفونه، ولكن أيضاً لكيفية تفاعلهم مع الآخرين. الذكاء العاطفي يمكن أن يكون الفارق الذي يجعل شخصاً ما قائداً ناجحاً أو موظفاً فعالاً».والحقيقة أن بيئة العمل في هذا العصر، تعتمد على جانبين اثنين، كما هو معروف، الأول التعاون، والثاني التواصل. وهما على درجة عالية من الأهمية لتحقيق النجاح، وإن أمعنا النظر، فإن التعاون والتواصل لا يمكن أن يكونا مميزين وفاعلين دون الذكاء العاطفي. والعلم يؤيد هذا الجانب، فقد توصلت دراسة أجرتها جامعة هارفارد للأعمال في عام 2017 إلى أن: «الذكاء العاطفي يمثل 85% من الصفات التي تميز القادة الناجحين عن غيرهم. وأظهرت الدراسة التي شملت أكثر من 200 شركة في جميع أنحاء العالم، أن القادة الذين يمتلكون مستويات عالية من الذكاء العاطفي حققوا أداءً أفضل بنسبة 20% من نظرائهم الذين يفتقرون إلى هذه المهارة».ودون شك أن الواقع المعاش الذي نراه أمامنا يؤيد هذا الجانب، وكما أن هناك أثراً للتقنيات الحديثة والخبرات المهنية والإدارة المبدعة في النجاح والتطور والتميز، فإن للذكاء العاطفي، أثره الملموس في هذه البيئة. نحتاج إلى مزيد من الوعي الذاتي، الذي يمكننا من التعرف إلى المشاعر وتحليلها، وأيضاً تعلم كيفية التحكم في المشاعر، ولا ننسى التعاطف وفهم مشاعر الآخرين، لأن هذا سيسهم في بناء علاقات قوية وإيجابية.قال عالم النفس دانيال جولمان: «الذكاء العاطفي ليس مهارة فطرية؛ بل هو شيء يمكن تعلمه وتطويره».www.shaimaalmarzooqi.com


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد