: آخر تحديث

غزّة وبايدن: 4 مستحيلات متناقضة!

13
14
16

يسعى الرئيس جو بايدن إلى المحافظة على 4 مستحيلات كلّها تناقض بعضها بعضاً بحدّة وجنون!

هذه المستحيلات الأربعة التي تتطوّر وتتدهور وتنضج خلال عام 2024 هي:

1- استمرار الدعم الكامل من إدارة بايدن لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو دون أن يؤدّي ذلك إلى الإضرار بحملة بايدن الانتخابية.

2- استمرار الحفاظ على قواعد عدم توسيع دائرة الاشتباك مع إيران على الرغم من سعي وكلاء طهران في المنطقة إلى التسخين المباشر ضدّ الأهداف والمصالح الأميركية.

3- الحفاظ على دعم إسرائيل وعدم توسيع دائرة الاشتباك مع إيران دون خسارة زخم العلاقات التاريخية وشبكة المصالح مع الرياض وأبو ظبي والدوحة والقاهرة وعمّان.

4- تحقيق الأهداف الثلاثة السابقة دون أن تؤثّر سلباً على مسار معركته في الانتخابات الرئاسية وبالذات في ظلّ صعود قويّ لدونالد ترامب وانخفاض ملحوظ لشعبيّته في أجنحة الحزب الديمقراطي.

نهاية أكاذيب "الساحر المخادع"
يقول مسؤول عربي التقى أخيراً وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في جولته الرابعة إنّ "مسؤولي البيت الأبيض الذين يزورون المنطقة أمثال أنتوني بلينكن، جيك سوليفان، وليم بيرنز، لويد أوستن، جميعهم يلعبون مع مسؤولي وحكّام المنطقة دور "ساحر السيرك المخادع" الذي يحاول إبهار المشاهدين".

أنا أؤكّد أنّ جولة بلينكن الخامسة هذه المرّة سوف تعاني من عدم توافر أيّ أكاذيب أو وعود يستحيل تحقيقها أو التوفيق بينها.

خلاصة القول أنّه يصعب إرضاء نتانياهو دون إغضاب العرب، ويصعب إرضاء قاعدة الحزب الديمقراطي دون إغضاب الإيرانيين.

خلاصة القول أنّه لا يمكن فصل نتانياهو عن تيّاره اليميني، ولا يمكن فصل إيران عن وكلائها، ولا يمكن ضمان أيّ ثقة حالية أو مستقبلية بإدارة بايدن في ظلّ استسلام هذه الإدارة لرغبات نتانياهو وشروط إيران.

الضغط الآن على جو بايدن شخصيّاً هو أرقام صعود أداء دونالد ترامب في الولايات التمهيدية للحزب الجمهوري وبالذات في ولايتَي أيوا ونيوهامشاير، في مواجهة ومنافسة نيكي هيلي.

الضغط الآخر هو استمرار زيادة رفض بعض تيارات الحزب الديمقراطي لأداء إدارته مثل اليسار الليبرالي في مجال الحقوق الاجتماعية أو اليمين المحافظ الرافض لزيادة الإنفاق الحكومي، أو المعارضين لسياسة بايدن في الدعم غير المشروط لجنون إسرائيل وسوء أداء إدارة الرئيس الأوكراني للمساعدات الدولية في الحرب مع روسيا.

160 يوماً حاسمة أمام بايدن
من هنا يأتي السؤال الذي يبحث عن إجابة شافية: هل يقوم فريق بايدن بحركة التفاف واسعة من أجل إنقاذ الرئيس – المرشّح؟ أم يبقي على جوهر السياسات الحالية في ملفّات الداخل وإسرائيل وأوكرانيا والصين؟

الأمر المؤكّد أنّ سيف الوقت أصبح على رقاب إدارة بايدن وفريق حملته الرئاسية، وسيتّضح للجميع إذا كان سيعتمد التغيير أم الثبات خلال الـ160 يوماً المقبلة، خاصة في 4 ولايات حاكمة هي: كاليفورنيا، ميتشيغان، نيويورك وتكساس.

ما زالت ملفّات الهجرة والإجهاض والضمان الصحّي تعاني من شدّ وجذب وجدل داخل الحزب الديمقراطي.

باختصار على سكّان منطقة الشرق الأوسط ألّا يتوقّعوا خيراً أو شرّاً من الآن حتى يوم 19 "نوفمبر" تشرين الثاني المقبل حينما نعرف مصير بايدن وإدارته وسياسته.

مشكلة إدارة بايدن وفريقه أنّهم يعتقدون أنّهم يسيطرون على نتانياهو واليمين الإسرائيلي وإيران ووكلائها والعرب وشعوبهم وقاعدتهم الانتخابية داخل أميركا بمهارة بحيث لا يحدث أيّ انفلات أو خروج عن النصّ المقرّر حتى تشرين الثاني المقبل.

لم يضع فريق بايدن في عين الاعتبار مخاطر انزعاج القوة الحاكمة المموِّلة لحملته الانتخابية من سياسات إدارته في الداخل والخارج، ولا إمكانيات رهان بعض قوى الشرق الأوسط على ترامب والحزب الجمهوري.

أخطر ما لم يحسبه فريق بايدن هو جنون تل أبيب وجنون طهران اللذان يمكن أن يدفعا بالمنطقة إلى الانزلاق في حرب لا يعرف أحد كيف تبدأ ولا متى تنتهي!


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.