: آخر تحديث

السفراء يطالبون بايدن بمعاقبة إسرائيل

12
11
14
مواضيع ذات صلة

لم تكن قد مرت ساعات قليلة على الدعوة التي أطلقها اثنان من الشخصيات اليهودية الأمريكية في مقال عنوانه «أوقفوا المساعدات العسكرية عن إسرائيل»، حتى تدافعت ردود الفعل بدءاً من حملة منظمة من القوى اليهودية المساندة لإسرائيل، يقابلها مواقف مساندة لهذه الدعوة، والمطالبة بمعاقبة إسرائيل، واتخاذ موقف أمريكي حاسم من تصرفاتها.

 وكانت المفاجأة هي إعلان اثنين من سفراء أمريكا السابقين في إسرائيل –وهما يهوديان– دعوة إدارة الرئيس بايدن إلى قطع المساعدات العسكرية عن إسرائيل، لأن العلاقة –حسب رأيهما– ستكون أفضل دون حساسية اعتماد إسرائيل مالياً على الولايات المتحدة.

 السفيران هما دانييل كيرتزر، ومارتن انديك، الذي شغل أيضاً منصب مساعد وزير الخارجية للشرق الوسط. وقالا: لقد حان الوقت لإعادة النظر في مساعداتنا العسكرية لإسرائيل، فإن استمرار هذه المساعدات التي يُفترض أنها تعطي الولايات المتحدة نفوذاً على تصرفات إسرائيل تجعل أمريكا -دون استخدامها كقوة تأثير- تبدو بلا قدرة أمام الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

 وفى سياق الضجة التي أثارتها تلك الدعوة لمعاقبة إسرائيل تعالى صوت البروفيسور جون ميرشيمر أستاذ العلوم السياسية بجامعة شيكاغو، وواحد من أبرز خبراء السياسة الخارجية المشهود لهم باستقلالية الرأي. وميرشيمر صدرت له عشرات الكتب التي تُرجمت إلى عدة لغات أجنبية منها كتاب «اللوبي اليهودي وسياسة أمريكا الخارجية». ثم يقول ميرشيمر في تعليقه على دعوة قطع المساعدات العسكرية عن إسرائيل إن الولايات المتحدة كثيراً ما خضعت لضغوط لوبي يهودي منظم وقوي، إلى الدرجة التي جعلتها تتخذ مواقف ضد المصالح الأمريكية.

 المقال الذي اثأر هذا الاهتمام الواسع النطاق كتبه جاكوب سييجل، ولييل ليوفيتز، وقالا إن الموافقة على تمويل أمريكا لإسرائيل تعطي واشنطن حق الفيتو على الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية، بالرغم من أن مصالح الأمن الإسرائيلي ليست دائماً متوافقة مع مصالح الولايات المتحدة. ثم إن تلك المساعدات العسكرية التي تُقدم لإسرائيل يُفترض أنها تحد من قوة يهود أمريكا في الدولة الأمريكية. فكلتا الدولتين لديها استراتيجيتها الخاصة التي تتحرك وفق سياساتها. وقال أيضاً إن خضوع أمريكا لدولة إسرائيل من شأنه تعريض إسرائيل نفسها ويهود أمريكا للخطر.

 أثناء الضجة التي أحدثها مقال سييجل وليبوفيتز تركزت الأنظار على مشهد درامي يجسد زاوية من زوايا الانحياز المفرط لإسرائيل، استخرجته الصحف الأمريكية من واقعة جرت منذ عامين، فأثناء التصويت في الكونغرس على قانون بتمويل برنامج القبة الحديدية الإسرائيلية انخرطت النائبة ألكسندريا أوكاسيو في نوبة بكاء عندما اكتشفت أن الكونغرس تدخّل لتغيير تصويتها الرافض للبرنامج إلى القبول به.  وعلقت صحيفة «نيويورك تايم» على ما حدث بأن النائبة أوكاسيو وزملاءها من أعضاء ما يسمى جماعة التقدميين بالحزب الديمقراطي وجدوا أنفسهم محاصرين بين الالتزام بمبادئهم وبين قوة ضغط الحزب الذي ينتمون إليه، والذي يمارسه زملاؤهم المساندون بقوة لإسرائيل.

 في نفس التيار المصاحب لدعوة إيقاف المساعدات العسكرية لإسرائيل جاءت بسرعة الحملة المضادة التي قادها الرؤساء السابقون لما يسمى بمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، وهو تنظيم يهودي أمريكي. وخرج رئيسه جاكبو أميدور يصف تلك الدعوة بأنها تقدم دعوات غير مسؤولة من أناس يتصفون بالنظرة الضيقة. وإن ما يُعلنونه إنما هو نصيحة سيئة.

 وسارع جاكوب أميدور إلى الحديث عن عدم إمكانية تنفيذ الولايات المتحدة دعوة إيقاف المساعدات العسكرية عن إسرائيل، مستشهداً بواقعة تاريخية جرت من قبل. وقال إن هناك حالة وحيدة لم تتكرر بعد ذلك استخدمت فيها الولايات المتحدة قوة ضغطها على إسرائيل بإيقاف تسليحها بطائرات «إف-16»، وحدث ذلك عندما اتخذ الرئيس رونالد ريغان هذا القرار رداً على قصف إسرائيل المفاعل النووي في العراق بالقنابل، ولكن مثل هذا القرار لم يتخذه أي رئيس أمريكي بعد ذلك.

لم تكن الصحف الكبرى بعيدة عن هذا الجدل، فصحيفة «النيويورك تايمز» نشرت مقالاً للكاتب نيكولاس كريستوف وهو من أبرز كُتّابها بدأه بجملة «إسرائيل تحتل الآن العناوين الرئيسية للصحف» وتثير مناقشة عنيفة وصاخبة. وقال: لقد حان الوقت لنبدأ مناقشة مع إسرائيل، لم يحدث أن جرت من قبل بيننا وبينها.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.