إيلاف من الرباط: استغرب عدد من المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي ما وصفوه بـ "سلوك استفزازي" من قناة "الجزيرة" القطرية، بعدما بثت خريطة مبتورة للمغرب من دون صحرائه في إحدى نشراتها الإخبارية.
ورأى ناشطون أن هذه الخطوة جاءت في وقت كانت فيه المملكة تعبر عن تضامنها مع قطر عقب الاعتداءات التي طالتها أخيرا، وهو ما زاد من حدة الغضب الشعبي تجاه القناة.
وعبّر كثير من المعلقين على صفحات إلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي عن استنكارهم، معتبرين أن ما جرى لا يمكن تفسيره بخطأ تقني عابر، بل يعكس استمرار خط تحريري "منحاز" إلى الطرح الجزائري في قضية الصحراء المغربية.
ويؤكد عدد من المؤثرين المغاربة أن هذه الواقعة ليست معزولة عن حوادث مماثلة سابقة، إذ "دأبت القناة على اعتماد خرائط تمنح مشروعية زائفة للأطروحة الانفصالية، في مساس واضح بالوحدة الترابية للمملكة"، على حد تعبير أحدهم. كما شدد ناشطون على رفضهم القاطع لهذا "التلاعب الإعلامي"، مبرزين أن قضية الصحراء المغربية محسومة، وأن أي محاولة للتشويش أو تزييف الحقائق لن تغيّر من واقع الأمر شيئاً.
ولم يصدر عن السلطات المغربية أي تعليق رسمي بشأن الواقعة، غير أن مصدراً حكومياً اكتفى بالقول في تصريح لموقع "إيلاف" إن "المملكة لا تلتفت إلى الوراء، وقضية الصحراء المغربية تمثل أولوية وطنية غير قابلة للتأويل أو المساومة". وذكر المصدر ذاته أن الاعتراف الدولي المتنامي بمغربية الصحراء، خاصة مع فتح قنصليات دول عدة في مدينتي العيون والداخلة، يكرس واقع السيادة المغربية ويقوّض أي محاولة للتشويش على مسار التسوية الأممية. واعتبر أن لقناة الجزيرة هامش تحريري يسمح لها بتصحيح هذه الخرائط كما تفعل مؤسسات إعلامية أخرى.