: آخر تحديث

المنافسة باللسان

8
7
6

عطية محمد عطية عقيلان

تحصل في علاقاتنا مع الناس أن يكون هناك موقف بسيط ولكنه يتحول الى خلاف وقطيعة وأحيانا الى محاكم وقضايا، رغم أن الموقف لا يحتمل كل ذلك، ولكنها كنقطة الماء التي توضع في الكأس فيفيض لأنه ممتلئ لآخر قطرة ولم يتحملها، وقد قيل في المثل القديم «القشة التي قسمت ظهر البعير» لأنها وضعت بعد تراكم الحمل على البعير وكانت هذه الحزمة البسيطة من القش سبب سقوط البعير وعدم تحمله، وهذا ينبهنا الى أهمية أن ننتبه في علاقاتنا بعدم تحميل الآخرين فوق طاقتهم، سواء من سلف أو طلب خدمات أو حل مشاكل، لأن القطرة أو القشة ستكون حاضرة في موقف قد نراه سخيفا ولكنه جاء بعد تراكمات أدت الى هذا الخلاف والفيضان.

المنافسة باللسان

بعضنا سلاحه الوحيد طلاقة لسانه وعلو صوته في كل نقاش أو طرح موضوع، والمضحك أن المعلومة الصحيحة أصبح الحصول عليها سهلا ومتاحا ولا تحتاج سوى ضغطة زر، فلا فائدة من الصراخ وعلو الصوت، من مبدأ «خذوهم بالصوت»، بل لنتدرب جميعا على أخذ الناس بالحق وطرح المعلومات الصحيحة، مع حقنا جميعا في أن يكون لنا وجهة نظر ولكن ليس في الحقائق الدامغة، مع الأخذ في الاعتبار أن رأيي ورأيك هما وجهة نظر وليست ملزمة لأحد، ولن يضرني أو ينفعني أن تعجبك وجهة نظر هذا أو ذاك؛ سواء الرياضية أو الاقتصادية أو السياسية، لأنها نتاج الثقافة والتعليم الذي اكتسب طيلة حياة الشخص، مع وضع في الاعتبار أن بعض من يطرحون وجهة نظرهم يستعينون بتويتر والواتس لتكرار ما يقال لهم، وهذا يأخذنا الى أهمية إعمال عقولنا والقراءة دون أن تتحول إلى وعاء يضع فيها كل من دب وهب معلومته.

منهج معاملة الناس

يقول الاديب عباس العقاد: «الناس فيهم الكاذب والخائن والمخادع، فلو أنك عاملت كل إنسان بما فيه من صفته، لاجتمع فيك ما تفرق فيهم، فتصبح أحط الناس، لذلك عامل الناس كما تحب أن يعاملوك».


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد