: آخر تحديث

مبادرة مستقبل الاستثمار ومفتاح الازدهار

1
1
1

أعلنت مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار (Future Investment Initiative - FII) عن انعقاد النسخة التاسعة من المؤتمر خلال الفترة من 27 إلى 30 أكتوبر الجاري في العاصمة السعودية الرياض، تحت شعار "مفتاح الازدهار".

تُعد نسخة هذا العام من المبادرة الحدث الأكبر في تاريخ المبادرة منذ انطلاقها الأولى عام 2017، مما يعكس مكانتها المتصاعدة كمنصة عالمية رائدة في مجالات الاستثمار، والابتكار، وصياغة مستقبل التنمية المستدامة، حيث ستشهد حضور غير مسبوق، بمشاركة 21 من قادة العالم، وأكثر من 40 وزيراً، و60-70 شخصية عامة عالمية، و8000 مندوب يمثلون جميع قارات العالم تقريباً.

كما وتُعد نقطة تحول تاريخية في مسيرة المبادرة، كونها ترسخ مكانه المبادرة كمنصة عالمية رائدة تجمع نخبة من صنّاع القرار، والمستثمرين، والمبتكرين، ورؤساء الشركات، بهدف استكشاف سُبل تعزيز الازدهار المشترك عالميًا عبر الحوار، الابتكار، والاستثمار المؤثر.

في هذا السياق، أكد ريتشارد أتياس، رئيس اللجنة التنفيذية والرئيس المكلّف لمؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار، أن الحضور الدولي الواسع يعكس حجم الالتزام والإلحاح العالمي نحو صياغة إستراتيجيات عملية تُعنى بالنمو المستدام، والتطور التكنولوجي، والتنمية البشرية، بما يسهم في رسم ملامح المرحلة المقبلة من التقدم العالمي.

ستتناول نسخة هذا العام من المبادرة مجموعة من المحاور الحيوية التي تعكس التحديات والفرص العالمية الراهنة، تشمل: تعزيز النمو الشامل في ظل تقلبات الاقتصاد العالمي، وتسخير الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة بمسؤولية، إضافة إلى التحول نحو الطاقة المستدامة، وتعزيز المرونة المناخية، وتمكين ريادة الأعمال والجيل القادم من المواهب الشابة، فضلًا عن بناء جسور التعاون بين الشمال والجنوب العالمي، بما يعزز العدالة والفرص المتكافئة على مستوى العالم.

إن اللافت للانتباه بمبادرة مستقبل الاستثمار في نسختها هذا العام وما سبقها من نسخ، تمثل فرصة استراتيجية لتأسيس شراكات دولية واستثمارات نوعية تُسهم في دفع عجلة التقدم الإنساني، وصياغة ملامح مستقبل أكثر ازدهارًا وتوازنًا بين دول العالم.

ما عزز من قيمة ووزن "مبادرة مستقبل الاستثمار" هو مأسستها بتحولها إلى مؤسسة غير ربحية، تتبنى من خلال المبادرة – كذراع تنفيذية – رؤية قائمة على تحقيق أثر إيجابي يخدم الإنسانية جمعاء.

ويتجلى ذلك من خلال ركائزها الثلاث: التفكير (THINK)، والتبادل (XCHANGE)، والعمل (ACT)، التي تهدف إلى رعاية الأفكار الرائدة، وتمكين المبتكرين، والاستثمار في حلول قابلة للتوسع ضمن قطاعات حيوية تشمل: الذكاء الاصطناعي والروبوتات، الاستدامة، الرعاية الصحية، والتعليم. ويعكس هذا التوجه التزام المؤسسة بتسخير الإمكانات التقنية والمعرفية لصالح مستقبل أكثر إنصافًا واستدامة.

ومن خلال الركائز الثلاثة لدور المؤسسة، تمكنت المبادرات السابقة من تبني مؤتمرات وقممًا شاملة تعزز الحوار الدولي، وتبادل المعرفة، وبناء الشراكات، بالجمع بين رؤساء الدول، وصنّاع السياسات، والمبتكرين، وقادة الأعمال، والمستثمرين في مجتمع مؤثر يتطلع إلى المشاركة الفاعلة في صياغة مستقبل أفضل للجميع.

رغم مرور فترة زمنية قصيرة نسبيًا منذ انطلاق مبادرة مستقبل الاستثمار، إلا أنها رسّخت مكانتها كأيقونة عالمية في تقديم حلول إنسانية تخدم البشرية، وتواكب التحولات البيئية والمناخية والعلمية والتكنولوجية. فقد ساهمت المبادرة في رسم مسارات جديدة نحو تحقيق جودة حياة عالية على مستوى العالم، بما يضمن للإنسانية العيش برفاهية واستقرار، في ظل منظومة متكاملة تسودها العدالة الاجتماعية، وتُعنى بتحسين الصحة والتعليم، وتعزيز الأمن والسلام والطمأنينة.

وفي السياق ذاته، تمكنت مبادرة مستقبل الاستثمار من ترك انطباع إيجابي واسع لدى المجتمع الدولي، محققة إشادة عالمية ورضًا متزايدًا بما تطرحه من حلول ومبادرات تخدم الإنسانية وتعزز مفاهيم التنمية المستدامة.

وقد نجحت المبادرة في ترسيخ مكانة مرموقة على الساحة العالمية، حتى باتت تُقارن على نحو ملحوظ بـالمنتدى الاقتصادي العالمي (World Economic Forum - WEF)، الذي يُعقد سنويًا في مدينة دافوس السويسرية منذ سبعينات القرن الماضي، في تأكيد واضح على ما حققته من تأثير نوعي، وحوار عالمي رفيع المستوى، وشراكات استراتيجية ذات أثر واسع وعميق.

أخلص القول؛ إن مبادرة مستقبل الاستثمار أصبحت خلال فترة زمنية قصيرة منصة محورية تجمع صناع القرار من مختلف أنحاء العالم لبحث حلول فعالة للتحديات العالمية، وذلك من خلال رؤيتها الإنسانية العميقة، وتركيزها على الابتكار والتأثير الإيجابي على العالم.

كما وأثبتت المبادرة قدرتها على دفع حوارات عالمية رفيعة المستوى، وتشكيل تحالفات استراتيجية تتجاوز الأطر التقليدية للاستثمار.

وفي نسختها التاسعة، تواصل المبادرة دورها المتصاعد في رسم معالم المستقبل، من خلال تسليط الضوء على القضايا الحيوية، ودعم المواهب، واستشراف آفاق تعاون دولي أكثر عدالة وشمولاً، مما يجعلها لاعبًا رئيسا في صياغة مستقبل أكثر توازنًا واستدامة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد