بوتيرة ثابتة، وعمل دؤوب، وخطط تستشرف المستقبل، تحقق هيئة الزكاة والضريبة والجمارك (زاتكا) المزيد من الإنجازات التي لطالما سعت إليها تحت مظلة رؤية 2030، وتتوزع هذه الإنجازات على أنشطة الهيئة التي ولدت، بعد دمج "الهيئة العامة للزكاة والدخل" و"الهيئة العامة للجمارك" في كيانٍ واحد؛ يعمل على جباية الزكاة وتحصيل الضرائب والرسوم الجمركية، وتحقيق أعلى درجات الالتزام من المكلفين وفقًا لأفضل الممارسات وبكفاية عالية، وهو ما مكن المملكة من أن تكون مركزًا لوجستيًا عالميًا عبر تيسير التجارة وحماية الأمن الوطني، وتنظيم الأنشطة المتعلقة بالعمل الجمركي والمنافذ الجمركية، وإدارتها، وإذا كانت جميع إنجازات الهيئة نوعية، وتعكس حجم الجهود المبذولة للتغيير والتميز، فإن الإنجاز الأخير، بتحقيق المستوى السادس ضمن الفئة الماسية في تقييم جائزة التميز العالمية من المنظمة الأوروبية لإدارة الجودة (EFQM)، هو الأبرز على الإطلاق، لأنه يتوج جهود الهيئة والقائمين عليها من أجل تحقيق تطلعاتها، التي هي جزء لا يتجزأ من تطلعات رؤية 2030.
ولفترة طويلة، سوف تتغنى "زاتكا" بهذا الإنجاز، وتفتخر به، ليس لسبب، سوى أنه جعلها أول جهة سعودية تبلغ هذا المستوى المتقدم في مسار هذه الجائزة العالمية المرموقة، ما يشير إلى الجدوى من البرامج والآليات والخطط التي تتبعها وتلتزم بها، كما يشير إلى إمكانية مضاعفة هذه الإنجازات وتكرار الوصول إلى مستوى يتجاوز المحلية والإقليمية، ويطرق أبواب العالمية، وذلك من نافذة تعزيز كفاءة الأداء والتميز فيه.
قد أكون على صواب، إذا قلت أن "زاتكا" لم تتعمد تحقيق هذا الإنجاز بعينه، ولم تسع إليه، وإنما حرصت إلى النهوض بمستواها العام، والارتقاء بالأداء، وتحقيق أعلى معايير الكفاءة والجودة في نوعية الخدمات المقدمة إلى عملائها، وذلك في إطار حزمة أهداف استراتيجية، خططت لها ضمن مستهدفات رؤية 2030، وتعزيز استمرارية التنمية المستدامة، وفي هذه الأثناء، خضعت الهيئة لتقييم ميداني دقيق، وفق معايير دقيقة، شملت الهدف والرؤية والاستراتيجية وثقافة المؤسسة، والقيادة، وإشراك المعنيين، وخلق القيمة المستدامة، وقيادة الأداء والتحول، ورضا أصحاب المصلحة، ونتائج الأداء الاستراتيجية والتشغيلية، مما أثمر عن الوصول إلى هذا المستوى العالمي، الذي أرى أنه يضع مسؤولي الهيئة أمام مسؤوليات جسام في المستقبل، بالمحافظة على هذا المستوى أو تجاوزه صعوداً.
ويضاف إنجاز "زاتكا" في جائزة التميز العالمية، إلى حزمة شهادات دولية أخرى، حصلت عليها من منظمات عالمية، وثقت تميزها المؤسسي، وتكامل منظومتها الإدارية، إذ حصلت الهيئة مؤخرًا على شهادة معهد إدارة المشاريع، وشهادة معهد مؤشرات الأداء، وشهادة الإنجاز الاستثنائي في إدارة الأداء وحوكمته، كأفضل جهة عالميا في هذا المجال، كما حلّت "زاتكا" في المركز الثاني ضمن قائمة الجهات العشر الأوائل في مؤشر نضج التجربة الرقمية لعام 2025م، إلى جانب تحقيقها المركز الأول في مؤشر التعامل السريع مع الشكاوى، وتجسّد هذه الإنجازات ـ مجتمعة ـ مكانة الهيئة كإحدى أبرز الجهات الحكومية المتميزة في تقديم خدمات رقمية متكاملة، تُعزز كفاءة الأداء، وترفع مستوى رضا المستفيدين، بما يواكب مستهدفات رؤية 2030 في بناء قطاع حكومي فعّال ومنافس عالميًا.
ويقيني أن إنجازات هيئة الزكاة والضريبة والجمارك، التي تواصل تحقيقها فترة بعد أخرى، ستبقى عاملاً مهما، يدفعها إلى تحقيق المستهدفات الوطنية عبر دورها الرئيس في دعم الاقتصاد الوطني، ورفع كفاءة سلاسل الإمداد، وتيسير التجارة بين المملكة ودول العالم، وتعزيز بيئة الاستثمارات الأجنبية، فضلاً عن دورها في تحقيق عدة مستهدفات استراتيجية أخرى، مثل تعزيز الجانب الأمني، وبناء منظومة فعالة، ورفع نسبة الامتثال والالتزام، وتحسين وتيسير تجربة العميل، وتيسير التجارة.