إيلاف من الرباط: في غمرة الفرحة التي عمت المغرب بعد تتويج المنتخب الوطني لكرة القدم لأقل من 20 سنة، بكأس العالم 2025 التي نظمت في تشيلي، في إنجاز هو الأول من نوعه في تاريخ كرة القدم المغربية والعربية، خرجت إلى العلن قصص مؤثرة أبطالها عدد من لاعبي المنتخب الشاب، تظهر أن الفوز الذي حققه" أشبال الأطلس" لم يكن مرتبطا بالمهارة والحس التكتيكي للاعبين ولا بحسن تدبير المدرب محمد وهبي وطاقمه التقني لمجريات البطولة، أو بما وفره المسؤولون عن اللعبة من ظروف التكوين والإعداد، بل أيضا بأمور أخرى يتداخل فيها الإنساني والانتصار لقيم العائلة بالتفاني والتضحية في سبيل الوطن وقميص المنتخب.
من بين القصص الجميلة التي خرجت إلى العلن، على هامش الاحتفاء الملكي والاستقبال الشعبي الذي خصص، الأربعاء، في الرباط، للمنتخب الوطني، بلاعبيه وطاقمه التقني والإداري، وأظهرت معدن شبان المنتخب المغربي، كانت تلك التي جاءت على لسان والدة لاعب المنتخب المغربي لكرة القدم لأقل من 20 سنة، فؤاد الزهواني (19 سنة).
قالت والدة الزهواني، في لقاء مع القناة الثانية المغربية: "عندما فاز فؤاد بـ (الشان) اشترى لنا منزلا، وأدخل الفرحة إلى قلوب إخوته، وساعدنا في تأمين المستقبل، وتكفل بكل شيء، والحمد لله. كنا فقراء، وأعاننا الله بفضله، ثم بفضل ابننا الذي وهبنا إياه".
ومن المفارقات الجميلة أن الزهواني فاز قبل نحو شهرين من مشاركته في كأس العالم لأقل من 20 سنة، بكأس إفريقيا للاعبين المحليين (الشان)، رفقة المنتخب المغربي تحت قيادة طارق السكتيوي، وهي البطولة التي نظمت، في دورتها الثامنة، بشكل مشترك في كينيا وتنزانيا وأوغندا.
وتفاعل المغاربة مع مضمون تصريح والدة الزهواني، معبرين عن ترحيبهم وتثمينهم لما قام به اللاعب لصالح عائلته، مشددين على أن من لا خير فيه بالنسبة لعائلته لا يمكن أن تنتظر منه البلاد خيرا. فيما تحدث آخرون عن "قصة تضحية وفخر"، و"أسد صغير رفع عائلته ورفع المغرب إلى القمة".
والزهواني من مواليد الدار البيضاء، في 18 أبريل 2006، تلقى تكوينه الكروي بأكاديمية محمد السادس لكرة القدم، ويلعب حاليا لفريق اتحاد تواركة ، الممارس في الدوري الاحترافي المغربي.