إيلاف من لندن: قال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الاثنين ان بلاده تواجه مشكلة خطيرة تتمثل بجرائم الاحداث بسبب تركة الحروب والنزاعات مشددا على ضرورة تعزيز برامج التأهيل للاحداث الجانحين.
وخلال زيارة الكاظمي لمؤسسة اصلاح الاحداث للذكور وتفقده اوضاع المودعين فيها واماكن احتجازهم اليوم فقد استمع الى شكاوى البعض منهم ووجه بمعالجتها ودعا "النزلاء الاحداث، بان يتعلموا من اخطائهم وان يحرصوا على عدم تكرارها مستقبلا".. وقال ان هناك الكثير ممن مر بظروف شبيهة بظروفكم وتمكنوا من اصلاح انفسهم وتحولوا الى فرص للنجاح في المجتمع، وهذا مانرجوه منكم ايضا، فانتم ابناؤنا وواجبنا رعايتكم".
واكد الكاظمي ان دور الاصلاح توفر لكم فرصة لاعادة تأهيل انفسكم، وعليكم الاستفادة مما توفره لكم الدار من دراسة وتعلم بعض المهن، وهذا كله سيساعدكم في العودة ثانية الى المجتمع والاندماج معه وتكونوا افرادا صالحين في خدمة بلدكم.
واكد الكاظمي خلال تجواله في قاعات الدار للعاملين فيها على اهمية تعزيز برامج التاهيل للاحداث الجانحين بما تمكنهم من سرعة التكيف مع مجتمعهم والاندماج مع الاخرين. واشار الى ان جرائم الاحداث المودعين في دور الاصلاح قد ارتكبوها في اعمار صغيرة، وهو يؤشر وجود مشكلة اجتماعية خطيرة بسبب تركة الحروب والنزاعات .
وشدد على "ان العقوبة الاصلاحية لهم محددة بالقانون ولن نتسامح مع اية اساءة معاملة يتعرض لها اي نزيل، وعلى وجه الخصوص نزلاء مراكز اصلاح الاحداث". ووجه بتشكيل لجنة لمتابعة القضايا المتهم بها النزلاء الاحداث في هذه الدار والدور الاخرى.
البطالة وانتشار الامية واستغلال العصابات للاحداث
وكانت السلطة القضائية العراقية قد اشرت العام الماضي ارتفاعا في حالات مشاركة الاحداث في إرتكاب الجرائم بسبب الظروف الاجتماعية واستغلال العصابات لهم وقلة وعيهم وانتشار الامية وإرتفاع نسب البطالة في البلاد داعية الى مكافحة الامية وتفعيل البناء التربوي والبرامج الوقائية للمشردين من خلال منح دور احتوائهم الاهتمام الكافي والدعم المادي.
وحذر المجلس الاعلى للقضاء العراقي من خطورة تصاعد حالات مشاركة صغار السن في أعمال السرقات والتسليب والجرائم الاخرى في العاصمة بغداد عازيا ذلك إلى الظروف الاجتماعية التي يعيشونها واستغلال العصابات اندفاعهم وبنيتهم الجسدية وعدم نضجهم.
ووجه القضاء محكمة تحقيق الأحداث المركزية المختصة بنظر قضايا الإرهاب بمتابعة جميع جرائم الاحداث ونظر الشكاوى التي تخصهم من الجرائم الاخرى اختصارا للوقت والسرعة في حسم واحالة الدعاوى للمحكمة المختصة.
وعادة ما تشرك العصابات حدثا في جرائمها لسهولة حركته وخفته بالنظر الى صغر سنه وحجمه.. ويقول أحد المتهمين الاحاث ان "عصابات السرقة طلبتني لسهولة عبوري الاسيجة ودخولي من الشبابيك والفتحات ليسهل لباقي أفراد العصابة تنفيذ العملية والدخول الى المكان المقصود سرقته".
وسبق لمفوضية حقوق الإنسان في العراق قد كشفت عام 2019 عن ان الشبان والمراهقين قد تصدروا لائحة المنتحرين في البلاد وتنوعت بين تناولهم مواد سامة وإلقائهم أنفسهم من أعالي المباني والجسور أو إقدامهم على شنق أنفسهم في منازلهم أو إطلاقهم النار على رؤوسهم.
وترى مفوضية حقوق الإنسان في العراق أن هناك عدة أسباب تقف وراء زيادة حالات العنف والانتحار في المجتمع العراقي أبرزها الوضع النفسي وكثرة الحروب التي مرت في البلاد وفقدان الأشخاص لأحلامهم اضافة الى البطالة والفقر.