شرعت غرفة الجنايات بملحقة سلا التابعة لمحكمة الاستئناف في الرباط، في الاستماع إلى المتهمين في قضية أحداث مخيم "أكديم إيزيك" عام 2010، والتي راح ضحيتها 11 عنصرًا من القوات العمومية.
إيلاف من الرباط: بعدما قررت هيئة المحكمة في جلسة سابقة، فصل ملف المتهم محمد الأيوبي، المتابع في حالة سراح بسبب تغيبه المتكرر، لوجوده طريح الفراش في أحد المصحات الطبية في مدينة أغادير (جنوب البلاد)، قررت من جديد ضم ملفه إلى ملف باقي المتهمين، بعدما مثل أمام المحكمة اليوم الاثنين.
وقبلت المحكمة ضم الملفين، بعد ملتمس تقدم به دفاع المتهمين، كما وافقت على الاستماع إلى المتهم الأيوبي مراعاة لحالته الصحية لكونه يخضع لعمليات تصفية الكلى.
التمس دفاع المتهم أيضًا إعفاءه من حضور باقي جلسات المحاكمة، وهو ما لم تحسم فيه المحكمة بعد، بعدما نبّه عبد اللطيف وهبي عضو هيئة الدفاع عن المطالبين بالحق المدني إلى أنه إذا لم يحضر المتهم باقي الجلسات المقبلة، قد يطعن دفاع المتهمين في ما بعد في الأحكام التي ستصدر من محكمة الاستئناف بالنقض، لكون المحكمة حكمت على المتهم من دون استماعه إلى تفاصيل المحاكمة، ومن دون حضوره أطوارها.
ومباشرة بعد قرار المحكمة ضم ملف المتهم الأيوبي إلى ملف باقي المتهمين، شرعت في استنطاقه تفصيليًا، حيث نفى كل التهم الموجهة إليه أمام المحكمة، إلا أنه وقع في التناقض في اعترافاته، كلما أعاد رئيس الجلسة طرح السؤال نفسه بصيغة مختلفة بعد سلسلة من الأسئلة.
ونفى الأيوبي في بداية استنطاقه أن يكون قد سبق له أن توافر على سيارة، لكنه أقر في ما بعد بأنه كان يملك سيارة وباعها، فيما نفى أن يكون قد قام بقيادة سيارة داخل المخيم، رغم اعترافه بذلك في محاضر الضابطة (الشرطة) القضائية.
وأقر المتهم بأنه كان يملك سيارة رباعية الدفع، كان يستغلها في التجارة، بعدما سبق أن قال إنه لا يملك قوت يومه، ويعيش على مساعدة الناس والمحسنين بالعيون.
ونفى المتهم الأيوبي أن يكون قد شاهد أي من الأمنيين المغاربة الذين قتلوا في المخيم، كما نفى أن يكون رأى حريقًا أو أسلحة يحملها المتهمون أو غيرهم في مخيم أكديم إيزيك، فيما ادّعى تعرّضه للاغتصاب على يد أحد أفراد القوات المساعدة المغربية داخل خيمته، كَمَا قال إنه تعرّض للكسر بسبب التعذيب، والتبول والبصق عليه في مخفر الدرك الملكي.
تهرّب الأيوبي من الرد على سؤال لرئيس الجلسة حول مصدر المساعدات التي كان يتلقاها أثناء إقامته في المخيم، وحول مصدر المبالغ المالية التي اشترى بها الخيمة التي نصبها في مخيم أكديم إيزيك ما دام لا يتوافر على مال لإعالة معيشه اليومي (حسب تصريحه)، قبل أن يصرح أنه تحصل عليها من عند "المحسنين".
وحول مصدر قوت يومه أثناء مكوثه في المخيم لمدة شهر كامل، ظل يتحدث بصيغة المجهول، ويقول "هم من كانوا يمدونني بقوتي اليومي". ولما سأل القاضي المتهم نفسه من هم هؤلاء الذين ساعدوه، حاول جاهدًا التهرّب من الجواب، وقال لا أعرفهم، قبل أن يتدخل دفاعه لإنقاذ الموقف، وربما إنقاذه من فخ، كان سيسقط فيه جراء أسئلة القاضي والوكيل العام للملك (النائب العام).
تجدر الإشارة إلى أن محاكمة المتورطين في أحداث أكديم إيزيك ستتواصل صباح غد الثلاثاء بالاستماع إلى باقي المعتقلين.