الرباط: خرجت وزارة الصحة المغربية، أمس (الجمعة)، ببيان تضمن "توضيحات حول ظروف وفاة الطفلة إيديا فخر الدين من إقليم تنغير"، وذلك "تنويراً للرأي العام حول ظروف وفاة الطفلة، وتفادياً لترويج معلومات مغلوطة، من قبيل وجود جهاز السكانير بالمستشفى الجهوي مولاي علي الشريف بالراشيدية في حالة عطب، وضعف العرض الصحي بالمنطقة"، و"مهيبة بالجميع عدم إصدار أحكام مسبقة وغير مبنية على معطيات واقعية".
وقال البيان إن وزارة الصحة تلقت "ببالغ الأسى" نبأ رحيل الطفلة إيديا فخر الدين، وأن وزير الصحة، البروفيسور الحسين الوردي، اتصل، شخصياً، بأسرة الفقيدة لتقديم التعازي والمواساة، كما كلف المندوب الإقليمي للصحة بزيارة منزل الراحلة لمواساة أفراد أسرتها وتقديم العزاء.
وكانت الطفلة إيديا، التي يناهز عمرها السنتين، قد أصيبت بنزيف دماغي إثر ارتطام رأسها بالأرض، بمسقط رأسها في نواحي مدينة تنغير (جنوب)، قبل أن تلفظ أنفاسها، بعد نقلها إلى المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس.
وأكد بيان الوزارة، الذي تلقت "إيلاف المغرب"، نسخة منه، أنه "بمجرد أن علمت الوزارة بهذا الحادث المؤلم، أوفدت لجنة مركزية لفتح تحقيق دقيق لمعرفة أسباب وظروف وفاة هذه الطفلة وتحديد المسؤوليات"، كما شدد على أن الوزارة "لن تتوانى في اتخاذ الإجراءات اللازمة في ضوء نتائج البحث".
و"بخصوص ظروف التكفل بالراحلة إيديا فخر الدين، وبحسب التحريات الأولية"، يضيف البيان، "تبين أن توجيهها من مستشفى تنغير إلى الراشيدية، استوجبته ضرورة فحصها بجهاز السكانير بالراشيدية، وحيث إن الفحص بالسكانير لم يمكن من تدقيق التشخيص، الأمر الذي استدعى عرض الطفلة على تخصص جراحة الوجه بالمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس. إلا أنه ورغم المجهودات التي قام بها الطاقم الطبي هناك بمستشفى عمر الإدريسي بفاس، فقد وافتها المنية".
وأضح البيان أنه "خلافاً لما يروجه البعض حول عطب جهاز السكانير، تؤكد وزارة الصحة أن المستشفى الجهوي بالراشيدية يتوفر على جهازين للسكانير، أحدهما من الجيل الجديد، وأن الطفلة استفادت بالراشيدية من فحصين بجهاز السكانير مسجلين تحت رقم 5935، الأول في الساعة الخامسة والنصف مساءا، والثاني في الساعة 11 و50 دقيقة ليلا، وحيث إن الفحصين معاً أكدا عدم وجود مضاعفات على مستوى الدماغ، بل إنها كانت لحظتها تعاني من كسور ورضوض على مستوى عظام سقف العين، الشيء الذي دفع بالطاقم الطبي إلى توجيه الطفلة إلى المستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس، للتكفل بهذه الحالة وتعميق تشخيص الإصابة لدى مصلحة جراحة الوجه والتي تعد من اختصاص المستشفيات الجامعية".
ورداً منها على "بعض المغالطات حول العرض الصحي بجهة درعة تافيلالت"، يقول البيان، فإن "وزارة الصحة تؤكد أن هذه الجهة تعد من ضمن أولويات مخططاتها وبرامجها من حيث توسعة العرض الصحي"، مشيرا إلى أنه "تم إنجاز العديد من المشاريع المهمة في الميدان الصحي بهذه الجهة وأخرى مبرمجة"، ذكر منها "تشييد مستشفى جديد بتنغير من فئة 120 سريرا"، وأن "كافة التدابير قد اتخذت لانطلاق الأشغال خلال سبتمبر 2017، على أن لا تتعدى مدة إنجاز هذا المشروع الصحي المهم بالنسبة للمنطقة سنتين ونصف سنة"؛ وكذا "انطلاق أشغال توسعة المركز الصحي ببومالن دادس لتحويله إلى مستشفى محلي من فئة 45 سريرا، على أن تتم الأشغال وتجهيز هذا المستشفى وتشغيله خلال سنة 2018"، و"تشييد مستشفى جديد بقلعة مكونة من فئة 45 سريرا، هذا المستشفى مشغل منذ نهاية 2016"، و"توسعة المستشفى الجهوي بالراشيدية، الأشغال جارية حاليا على أن تنتهي خلال شهر مارس 2018، حيث ستنتقل الطاقة الاستيعابية لهذا المستشفى من 243 إلى 371 سريرا، موزعة على العديد من التخصصات من بينها مصلحة تصفية الدم، جراحة الأطفال، جراحة العيون، وطب الأنف والحنجرة إلى جانب عدد من التخصصات الدقيقة بتكلفة إجمالية قدرها 225 مليون درهم (22,5 مليون دولار) "؛ و"مستشفى بأرفود من فئة 83 سريرا، نهاية الأشغال منتظرة خلال سنة 2018"، و"مستشفى من فئة 45 سريرا بمدينة الريصاني، نهاية الأشغال مبرمجة في سنة 2019"، و"توسعة مستشفى الدراق بزاكورة من 55 إلى 103 سرير، نهاية الأشغال مبرمجة خلال نهاية 2019"، و"دمج مستشفى بوغافر ومستشفى مولاي علي الشريف بمدينة الراشيدية لترشيد العرض الصحي، مع بناء مستشفى تخصصات جديد بسعة 145 سرير"، و"مستشفى محلي من فئة 45 سريرا بمدينة الريش سيتم تشغيله قريبا"، "إلى جانب مشاريع صحية أخرى".
وختم البيان، بالإشارة إلى أنه نظراً للأولوية التي تحظى بها هذه الجهة في برامج ومخططات وزارة الصحة، فإنها ستحرص على دعمها بالأطر الطبية والتمريضية كلما توفر لها ذلك".