: آخر تحديث

برلين 75: برلين السينمائي يطلق دورته الماسية بتكريم تيلدا سوينتون

10
11
11

إيلاف من برلين: تفتتح اليوم الدورة الـ75 من مهرجان برلين السينمائي الدولي، التي تستمر حتى 23 فبراير 2025، وسط أجواء مشحونة بالتحديات السياسية والثقافية. المهرجان، الذي يُعد واحدًا من أبرز الفعاليات السينمائية العالمية، ينطلق هذا العام تحت قيادة المديرة الجديدة تريشا تاتل، التي تواجه إرثًا معقدًا من الأزمات، أبرزها الجدل حول حرية التعبير، والذي أثار انتقادات واسعة في الأوساط الثقافية والسياسية الألمانية خلال النسخة السابقة.

"النور" يضيء افتتاح برليناله 2025

يفتتح المهرجان فعالياته بعرض فيلم "Das Licht" (النور) للمخرج الألماني توم تيكوير، الذي يُعرض خارج المسابقة الرسمية في قصر برلين السينمائي. ويُعد تيكوير من الأسماء البارزة في السينما الألمانية والعالمية، إذ سبق له افتتاح برليناله مرتين من قبل. الفيلم، الذي يروي قصة عائلة ألمانية تتغير حياتها بعد وصول مدبرة منزل سورية غامضة، يقدم معالجة درامية عميقة للتوترات الاجتماعية والعاطفية في العصر الحديث.

تكريم تيلدا سوينتون بالدب الذهبي الفخري

ضمن الفعاليات التكريمية، يحتفي المهرجان بالممثلة الاسكتلندية تيلدا سوينتون بمنحها جائزة "الدب الذهبي الفخري" تقديرًا لمسيرتها السينمائية الغنية. وقالت المديرة تريشا تاتل إن سوينتون تُعد "أيقونة سينمائية استثنائية" بفضل أدائها المتنوع وجرأتها في اختيار الأدوار. وستتزامن لحظة التكريم مع عرض خاص لأحد أبرز أفلامها، في احتفاء خاص بمسيرتها التي بدأت في برليناله عام 1986.

برمجة تحتفي بتاريخ المهرجان ومستقبله

احتفالًا بالذكرى الـ75 للمهرجان، تنظم اللجنة المنظمة مجموعة من الفعاليات الخاصة التي تستعرض أبرز الأفلام التي صنعت تاريخه، إلى جانب ندوات تناقش مستقبل السينما في ظل التطورات التكنولوجية، خاصة تأثير الذكاء الاصطناعي على الصناعة.

الجدل السياسي يفرض نفسه مجددًا

لا تزال تداعيات الجدل السياسي الذي أثارته الدورة السابقة تلقي بظلالها على النسخة الحالية، بعد أن عبّر عدد من صناع الأفلام العام الماضي عن تضامنهم مع القضية الفلسطينية، ما أثار انتقادات من مسؤولين ألمان. وفي محاولة لتحقيق توازن، أكدت إدارة المهرجان أنها "ترحب بجميع وجهات النظر الفنية"، مع التأكيد على أن ارتداء رموز التضامن مثل الكوفية الفلسطينية أو دبوس البطيخ ليس محظورًا داخل الفعاليات.

سوق الأفلام الأوروبية.. تحديات وفرص

يُعد سوق الأفلام الأوروبية (EFM) أحد أبرز الفعاليات المصاحبة للمهرجان، حيث يجتمع الآلاف من المنتجين والموزعين لمناقشة مستقبل الصناعة. يركز السوق هذا العام على التحديات التي تواجه الأفلام المستقلة بعد أزمة الجائحة، إضافة إلى تأثير منصات البث الرقمي على الإنتاج والتوزيع.

أفلام مرتقبة وبرمجة متنوعة

تتنوع الأفلام المشاركة بين تجارب لمخرجين مخضرمين وأصوات جديدة. ومن بين الأعمال الأكثر ترقبًا خارج المسابقة الرسمية، فيلم "ميكي 17" للكوري الجنوبي بونغ جون-هو، الذي يعود بفيلم خيال علمي من بطولة روبرت باتينسون. كما يشارك الأمريكي ريتشارد لينكليتر بفيلم "القمر الأزرق"، بينما يقدم الفرنسيان هيلين كاتيه وبرونو فورزاني عملاً تجريبيًا مستوحى من سينما الجاسوسية الكلاسيكية.

حضور عربي بارز بدعم البحر الأحمر السينمائي

تحضر السينما العربية بقوة هذا العام، مع مشاركة تسعة أفلام تلقت دعمًا من مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي. من بينها، الفيلم المصري "ضي" للمخرج كريم الشناوي، الذي يُعرض ضمن قسم "أجيال" بعد افتتاحه لمهرجان البحر الأحمر في ديسمبر الماضي. كما يشارك الفيلم المغربي "القلب عضلة"، إضافة إلى الفيلم التونسي "رؤوس محترقة"، الذي يستعرض رحلة شابة تعاني من اضطرابات نفسية.

أما في المسابقة الرسمية، فينافس الفيلم السوري "يونان" للمخرج أمير فخرالدين على الدب الذهبي، وهو إنتاج مشترك بين سبع دول، ويروي قصة كاتب مصاب بالاكتئاب ينعزل على جزيرة بحثًا عن السلام الداخلي. في قسم "البانوراما"، يُعرض فيلم "يالا باكور" للمخرجة الأردنية الفلسطينية عريب زعيتر، الذي يتناول رياضة الباركور في غزة.

السينما النسوية في الواجهة

تعكس برمجة المهرجان التوجه نحو تعزيز تمثيل المرأة في الصناعة السينمائية، حيث تمثل الأفلام التي أخرجتها نساء ما يقارب 40% من المشاركات في المسابقة الرسمية. وتشهد الفعاليات جلسات نقاشية مع مخرجات بارزات، مثل لوسيل حدزيهاليلوفيتش وماري برونشتاين، حول تجاربهن السينمائية ورؤيتهن لقضايا المرأة في السينما.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ترفيه