دمر الزلزال الذي ضرب المغرب مساء الجمعة وأدى إلى مقتل أكثر من 800 شخص، مساحات واسعة من المركز التاريخي لمدينة مراكش. واضطر العديد من السكان والسياح إلى قضاء الليل في الخارج، خوفا من حدوث هزة ارتدادية تؤدي إلى تفاقم الوضع في المدينة التاريخية التي كانت أقرب المدن الكبرى لمركز الزلزال.
وأشارت وسائل إعلام مغربية وسكان من أهل المدينة المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، إلى أن بعض المباني انهارت في المدينة القديمة، وكذلك أجزاء من سور المدينة الذي يعود تاريخه إلى العصور الوسطى.
وعرض التلفزيون المحلي صورا لسقوط مئذنة مسجد أثري وتناثر الأنقاض على سيارات مهشمة.
كذلك نشر مغاربة مقاطع مصورة تُظهر تضرر أجزاء من الأسوار الحمراء الشهيرة التي تحيط بالمدينة القديمة في مراكش، والتي بنيت في 1071-1072، كعاصمة للدولة المرابطية ثم للدولة الموحدية، ويطلق عليها اسم "المدينة العتيقة"، وتعتبر من أهم الأماكن السياحية في البلاد.
كما تسبب الزلزال في إلحاق أضرار بصومعة جامع الكُتبية، الذي يعد من أقدم المساجد في المغرب، وهو من أشهر المعالم السياحية في مراكش.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة ترنح صومعة المسجد في اللحظات الأولى للزلزال وأظهرت صور نُشرت عبر الإنترنت أشخاصًا يركضون ويصرخون بالقرب من المسجد.
ويعد مسجد الكُتبية في مراكش، من أعرق المساجد المغربيَّة، إذ بُنيَ عام 1147 على أنقاض أحد القصور المرابطية القديمة. وتبلغ مساحته 5,300 متر مربع، ويتكوَّن من 17 جناحًا، و11 قبة مزدانة بالنقوش، ويظهر فيه بوضوح طابع العمارة الأندلسي.
وذكرت وسائل إعلام مغربية أن المسجد تعرض لأضرار، لكن لم يتضح حجمها على الفور. وتُعرف مئذنته التي يبلغ ارتفاعها 69 مترًا (226 قدمًا) باسم "سقف مراكش".
- أكثر من 800 قتيل في أقوى زلزال يضرب المغرب منذ نحو قرن
- الهواتف الذكية: كيف دشنت غوغل أكبر شبكة لرصد الزلازل في العالم؟
وذكرت تقارير أولية أن جزءا من المئذنة التي تعلو جامع الفنا، وهو ساحة سوق ومركز للزوار، انهار، مما أدى إلى إصابة شخصين، قبل أن يفر السكان المحليون إلى المنطقة المفتوحة من الساحة بحثا عن مأوى.
وسُجلت أضرار مادية كبيرة في المنطقة، بحسب شهود عيان وبحسب صور نشرت على منصات التواصل الاجتماعي.
وتجمع مئات الأشخاص عقب الزلزال في ساحة جامع الفنا، وقضوا ليلتهم هناك تحسبا من الهزات الارتدادية.
كما غطى الركام أزقة حي الملاح اليهودي القديم في وسط مراكش بعد انهيار أبنية قديمة وتحطم أسقف خشبية.
وكان معظم الضرر قد وقع في مدينة مراكش لأن العديد من المباني تاريخية ولم يتم أخذ الزلازل في الاعتبار عند تشييدها.
وتقدمت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو" بتعازيها للمغرب في ضحايا الزلزال.
وأكدت المنظمة، ومقرها الرباط، استعدادها للتعاون مع الجهات المغربية المختصة في مواجهة الأضرار الناجمة عن هذه الهزة الأرضية، وتقديم كل ما يتطلب من دعم في مجالات الترميم وصيانة الآثار التي تضررت في بعض المدن التاريخية.