غمكين مراد
ها قدْ
انتعلت الرُّوحُ، الهباءَ حذاءً
والطريقُ يسير
ها قدْ
ابتلع القلبُ، العُمرَ سُمَّاً
والحياةُ تسير
مُتكِئةً الرُّوحُ أنفاسها
نابضاً القلبُ كمنشارٍ لقطعها
لا حصاد
لا وصول
في الطريقِ إليها
وحدَّه السيِّرُ أبدّ
هو ذاك الحبُّ في جنون.
وجهةٌ دون دليل
شَغَفُ حَرّث الرُّوحِ دون مواسم
في الحياةِ وبها
ما عشتُه وفى
ما لم أعِشْه، بالحرفِ خُلِّق
هو ذاك الحبُّ في خلود.
نَّفَسٌ لاهِثٌ كحياة
حَرفٌ خالِقٌ للحياة
هي الخيالُ المُحلِّقُ فوق الكلمات
هي الأنثى الحرفُ في متاهة الكلمات
هي السَّكّْرَّةُ من نبيذ العنب المُرتجى من دالية الحُلم
أخلقُها وجهةَ حياةٍ بالكلمات.
على حوافِّ كُلِّ الطريقِ
مرصوفةٌ الحياةُ بيقين حُلم
مردوفٌ الحُلمُ بشكِّ وصول
حُلمٌ قاتلٌ، حُلمٌ أملٌ.
حياةٌ واحدة
طريقٌ واحدٌ
عينانِ أُرجُوحتانِ:
كُلُّ السوادِ حولهما
كُلُّ ما خارج النَّظرِ منهما
بقايا زفيرٍ للفظِ الحياةِ للحياةِ
وتُخمةِ شهيقِ الأزلِ بُكاءً على ليلكِ الأبدّ
سائراً:
معصوبَ الرُّوح
مُقيِّد النَّفَس
ليتوه بيَّ طريقي إليها إليَّ.
مُتأرجِحةً الرُّوحُ بين:
صمتها وآهةِ وجعي
هائمةً الأخيِّلةُ كعراء
غائبٌ النَّطقُ كإله
لا ردَّ لصدى الرُّوحِ:
تصرخُ على نفسِها من نفسها
تتعَرَّفُ على نفسها كجدار.
مثقوبةٌ الرُّوحُ بالصمت:
لإمرارِ ما بقيَّ من حياة
لإنقاذِ العُمرَ بأنفاس الكلمات
مسكونةٌ الرُّوح:
بخيالٍ مُهترئِ الحياة
كأرضٍ بورِ الزَّرعِ دون ثمار
إلا من:
حرفٍ دمٍ حبرٍ
كنهرٍ من شريان
يُؤجِلُ نحرَّ الحياة.
بصمتِ آلةٍ
برُوحٍ زمنٍ
مُتداخليِّنِ يجُوبانِ بحثاً عن كينونةٍ خالِقة
أُغافِلُ الطريق
أهربُ من الحياة
أضيعُ في الجهاتِ مُنتشي الضياع
أتركُ نَفسي دائرةً حول هذيانها
بداخِلٍ صامتٍ أصمٍّ في ضجيجِ الرُّوحِ الزلزال.
بوجومٍ صاخِبٍ
برُوحٍ إلهةٍ خالِقة
ساخِرةً الرُّوحُ
بتيهها
بصمتها
من كُلِّ الحياةِ
أخِذةً الرُّوحُ:
من عيون الصمتِ بوصلةُ رُوح
من قلبِ الصمتِ دليلاً
يتعرَّجانِ أعمييِّنِ بالرُّوحِ لتعودَ إلى الطريق
مُلوِّحةً الرُّوحُ بكُلِّ العُمر
رافِعةً رايةً بيضاء للسِلّْمِ مع الحياة
تارِّكةً كُلِّ الحياةِ للحياة
وماضيِّةً بي إلى ما يجدُّني
فيَّ أنا
كمّا لستُ في كُلِّ الحياةِ؟