: آخر تحديث

ربيع سوريا المقلق: الأقليات ومحور الشر

9
9
6

 

في (سوريا الحرة الأبية) هناك عدد من الفلول والقوى الإقليمية لم يعجبها أن ينال الشعب السوري حريته، فعادت من باب الأقليات لبث الفوضى في سوريا من جديد.  

وسوريا دولة يبلغ عدد سكانها أربعة وعشرين مليون، منهم 70 بالمئة من العرب السنة، وهناك أربع أقليات تُعدّ هي الأكبر في سوريا:

- العلويون أو النصيرية (12 بالمئة) تحاول فلول النظام السابق، والمدعومون من إيران وميليشياتها في لبنان والعراق، جرّهم إلى صراع مع الدولة السورية.  

- المسيحيون (10 بالمئة) ويُعدّون قوة وطنية فاعلة ومع الوحدة الوطنية.  

- الأكراد (9 بالمئة) أدركوا أن الوطن واحد ووقعوا اتفاقية تاريخية للاندماج مع مكونات المجتمع السوري.  

- الدروز (3 بالمئة) الذين تحاول إسرائيل استمالتهم لجانبها بشتى الطرق، مع إحساسهم بتوجس كبير من الدور الإسرائيلي في سوريا.  

- بالإضافة إلى الشيعة الإسماعيلية والشركس والأتراك.

والوضع السوري حالياً أصبح أكثر وضوحاً مما سبق، وبفضل كفاح وإصرار ومثابرة الشعب السوري العظيم والدعم العربي والتركي، تخلّصت سوريا من نظام الأسد والنفوذ الإيراني كاملاً، والروسي بشكل غير كامل.  

وأصبح من الضروري إخراج إيران وروسيا وأميركا وإسرائيل من سوريا عبر جهود دبلوماسية وحلول سياسية، أو إلزامهم بالتعامل مع الحكومة السورية أو الحياد التام، أو التحول إلى المواجهة المباشرة معهم ومع عملائهم في الداخل السوري بالقوة والحزم.  

فإيران تحاول التقاط أنفاسها وتلعب دوراً جديداً عبر العودة من باب الأقليات، وخصوصاً العلويين، ومن المؤكد قيام إيران بذلك، خصوصاً بعد تبنيها (جبهة المقاومة الإسلامية) في سوريا، حسب زعم بعض قياداتها السياسية والعسكرية.  

والدور الروسي يحاول تثبيت الوجود الروسي في قاعدة حميميم والموانئ السورية، وبالتالي التواجد في البحر الأبيض المتوسط ولو بالاتفاق مع الحكومة السورية.  

ويُشكّل التواجد الأميركي في سوريا تهديداً لوحدة سوريا، تذرعاً بمحاربة الإرهاب والحركات المتطرفة مثل (داعش)، المشكوك في دورها وعناصرها، وأنها أداة أميركية وإيرانية لاختراق المجتمعات السنية وضربها من الداخل، كما حدث في العراق وأثناء الثورة السورية، وخصوصاً مناطق وسط الفرات السورية والعراقية.  

وقطع الاتفاق بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية الطريق على إيران والعراق وإسرائيل لاستغلال الأكراد في مواجهة الحكومة المركزية السورية وتركيا.  

ولكن القادة القوميين للأكراد في سوريا وتركيا والعراق أدركوا أن هذا الدعم ليس الهدف منه مصلحة الأكراد في سوريا، وأنهم فقط محاولة لجعل الأكراد أداة لتحقيق أهداف هذه الدول في نشر الفوضى بسوريا، وهذا الأمر ينطبق على بقية الأقليات، وبالذات العلويين والدروز.  

ويُشكّل التهديد الإسرائيلي خطراً محدقاً بسوريا ووحدة أراضيها وشعبها، ومحاولتها إثارة الدروز وسلخهم من وطنهم الأم مطمع إسرائيلي وحلم قديم متجدد، والتهديد الأخير من وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، وما صحبه من تصريحات عنترية واستفزازية منه بأن إسرائيل تراقب القصر الرئاسي كل صباح من أعلى جبل الشيخ المحتل، دليل على الإجرام الإسرائيلي والتمادي التام في زعزعة أمن واستقرار سوريا.  

ويبقى دور العقلاء من الدروز كفيلاً بدحر إسرائيل وإيقاف أطماعها في نشر الفوضى في مناطق الدروز، وحتى لا يقع الدروز في حرب بالوكالة عن إسرائيل ضد أشقائهم السوريين.  

وتقسيم سوريا على أساس الأقليات مشروع خطير ربما تسعى له الدول المعادية لسوريا، فإيران تتمنى إقامة جيب علوي في الساحل السوري، وإسرائيل تراهن على قيام تكوينات درزية في جبل العرب والجولان، مع تغلغل إسرائيلي في هذه التكوينات ونشر المزيد من الفوضى والفتنة والاقتتال الداخلي، على حساب تضحيات ومستقبل الشعب السوري، الذي ضحى بالغالي والنفيس للحصول على حريته والعيش في وطنه بكرامة.  

وهذا محاولة من محور الشر (إسرائيل وإيران) لعزل سوريا مجدداً عن التواصل مع أشقائها العرب، عبر حصارها من الشرق بالعراق المحكوم من إيران، ومن الساحل بالمكون العلوي المحكوم من إيران، وبالاحتلال الإسرائيلي والدروز في الجولان وجبل الشيخ وجبل العرب، وبهذا تكون سوريا دولة داخلية بلا منافذ بحرية أو تواصل مباشر مع العرب، وخصوصاً الأردن.  

ومما يثير الحنق كثيراً التخندق الإيراني والإسرائيلي ضد سوريا، وخداع إيران لبعض العرب والجماعات المتأسلمة مثل الإخوان والفصائل الفلسطينية كحماس بأن فلسطين قضيتها وتحرير القدس غايتها، ولم تجلب لهم المخططات الإيرانية إلا الخراب والدمار، بعد الوعود البراقة بتدمير إسرائيل، وحال غزة خير شاهد.  

وتبقى وحدة الأراضي السورية وشعبها رغبة ومطلباً وغاية من كافة أطياف الشعب السوري، وتبقى (سوريا حرة أبية). 

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.