محمد الرميحي
الجمعة الماضي قدم نعيم قاسم خطاباً نارياً توعد فيه بحرب أهلية في لبنان، إذا قامت الدولة اللبنانية بنزع سلاح حزب الله، وهو القرار الذي اتخذ منذ أسبوعين في مجلس الوزراء اللبناني الرسمي ورسمت له مواعيد.
الخطاب لم يقف هناك، ولكن أيضاً هدد بأن الوزارة اللبنانية الحالية هي (عميلة) كما قال، وهذا اتهام آخر لا يقل على التهديد الأول.
أفضل ما يستطيع حزب الله أن يقدمه لإسرائيل من هدية في هذه المرحلة هو بدء حرب أهلية في لبنان، لأنها مناسبة سعيدة لإسرائيل، حيث ينصرف العالم لتغطية أحداث لبنان، وهي مهمة بسبب موقع لبنان الجغرافي والحضاري، وينسى هذا العالم ما يحدث في غزة من أهوال، وهنا تبدأ وسائل الإعلام العربية والغربية الحديث عن صراع القوى في لبنان، وأيضاً التدخل الخارجي المحتمل، وتعطيل الدولة اللبنانية، وينسى الإبادة الجماعية في غزة، فقد تغدو الأحداث هناك شيئاً تفصيلياً!
كما أنها فرصة أخرى لإسرائيل للتدخل المباشر في لبنان، لأن هذه الحرب تقع مباشرة بجانب الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وتحتج بحماية أمنها.
الواقع أن حزب الله لم يعد كما كان منذ أشهر خلت، فلم يعد هناك غطاء سوري أو ممر سوري من الممول الرئيس للحزب، هذا الطريق انقطع تقريباً، كما أن القوى الضاربة للحزب قد تم تهميشها، فالحرب التي دخلها الحزب مع إسرائيل أنهكته.
ما هو لافت في الخطاب السابق للأمين العام لحزب الله، أنه يتحدث عن خروج إسرائيل من لبنان، أي من المناطق الباقية التي تحتلها، وهي مناطق صغيرة، إلا أن الأمر المعروف أن هذا الاحتلال جاء بسبب تدخل الحزب نفسه فيما سماه أمينه العام السابق بحرب الإسناد! من جهة أخرى يأتي هذا الخطاب بعد زيارة علي لاريجاني السريعة إلى لبنان، والتقى فيها سياسيين رسميين، وأيضاً أمين عام الحزب، فهل هذا التصعيد يدل على عدم نجاح زيارة الموفد إلى لبنان؟ وربما كان من المتوقع أن يقنع الحكومة اللبنانية بتأجيل البرنامج الزمني لنزع سلاح حزب الله الذي أقرته حتى آخر هذا العام أي ديسمبر 2025.