عادل المرزوقي
هناك لحظات لا تأتي في الزمن... بل تُستدعى من أعماقه، هكذا تعود إلينا حكاية زايد وراشد في كل عام؛ لا كذكرى، ولا احتفال، بل يقين يتجدّد بأن الوطن لا يُشيّد بالحجر، وإنما بالإيمان الذي يعتمر القلوب، وبالأيدي التي تواصل البناء، ذلك ما تجسده حملة «الشهر الوطني» التي أطلقها سموّ الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، رئيس مجلس دبي للإعلام، بهدف تنسيق المظاهر الاحتفالية التي تشهدها إمارة دبي خلال الفترة الممتدة من «يوم العَلَم» وحتى «عيد الاتحاد»، ليبدو المجتمع من خلالها على قلب واحد.
ضمن حملة الشهر الوطني، تتجلى جماليات حملة «زايد وراشد» التي تؤكد أن اتحاد الإمارات لم يكن مشروع دولة فقط، وإنما مشروع رجلين جمعا القلوب قبل أن يجمعا الجغرافيا، وصنعا من الاختلاف وحدة، ومن البعد قرباً، ومن الحلم واقعاً، وعندما ننظر اليوم إلى واقع الدولة وهي تستعد للاحتفالات بعيد اتحادها، ندرك أن هذا الإرث لا يزال يتنفس في تفاصيلنا الصغيرة.
فالحملة لم تكن مجرد فكرة، وإنما تذكير بأن ما شيّدته القيادة الرشيدة لا يزال حيّاً، فنحن نعيد كتابة الحكاية التي بدأها المؤسسون، كلٌ بطريقته: الطفل الذي يرسم علم الإمارات في ركن مدرسته، والأسرة التي تفتح نافذتها ليدخل الضوء ومعه نشيد الوطن، والمبدع الذي يبتكر عملاً يضعه على منصة رقمية فيصل صداه إلى ملايين، ورائد الأعمال الذي يرى في مشاركته فرحة، وفي فرحته مسؤولية.
في الإمارات، لا أحد يحتفل وحده، حيث تعلمنا أن الفرح الحقيقي لا يُصنع داخل جهة واحدة، بل بين الجميع، لذا تبدو الحملة الوطنية كأنها نهر واحد، تشترك فيه الجهات الحكومية وشبه الحكومية، والقطاع الخاص، والناس، والمبادرات، والمواهب، والأحلام المتجاورة، كأن الدولة تتنفس بروح فريق يؤمن بأن الجمال يولد حين تمتد الأيدي بعضها لبعض.
مسار:
زايد وراشد لم يرحلا... بل تركا الطريق مفتوحاً لنمضي فيه خطوة خطوة، بإبداع وروح واحدة.

