: آخر تحديث

من الدرعية إلى نيوم

3
3
3

منذ لحظة التأسيس في الدرعية، حين ارتفعت راية التوحيد خفّاقة في سماء الجزيرة العربية، بدأت مسيرة وطن كتب نفسه في سجلات التاريخ كقصة استثنائية تتجاوز حدود الجغرافيا والزمن. هناك، في مهد البدايات، صيغت معادلة الوحدة، وتشكلت أولى ملامح دولة جعلت من الإرادة سلاحها الأول، ومن الهوية درعها الحصين، ومن الطموح طريقها الذي لا ينتهي.

واليوم، ومع مختلف مشاريع رؤية السعودية 2030 تتجلى السعودية بصورة جديدة، صورة وطن يضع المستقبل بين يديه ويحوّله من فكرة إلى واقع. نيوم على سبيل المثال ليست مشروعًا عمرانيًا فحسب، بل هي رمز لعقلية استراتيجية ترى أن الريادة لا تُمنح بل تصنع، وأن التنمية ليست غاية، بل مسار دائم. استثماراتها العملاقة التي تتجاوز 500 مليار دولار ليست مجرد أرقام، بل رسائل للعالم أن السعودية اختارت أن تكون مركزًا للابتكار ووجهة لمستقبل الإنسانية.

هذا الامتداد من الدرعية إلى نيوم هو انتقال حضاري بامتياز، انتقال من بناء العاصمة الأولى إلى تشييد مدن ذكية تقود الابتكار في مجالات الطاقة والتقنية. هي رحلة تقودها قيادة تستشرف الغد، ويخوضها شعب يؤمن أن التحديات فرص كامنة، وأن الطموحات مهما علت فهي قابلة للتحقق إذا وُجد العزم.

وفي قلب هذه المسيرة يقف الشباب السعودي من الجنسين، كوقود للرؤية ومحرك للتطوير. هم من يترجمون الطموحات إلى إنجازات، وينقلون السعودية إلى موقع متقدم بين الأمم في مجالات الذكاء الاصطناعي، والاقتصاد الرقمي، والثقافة والفنون وغيرها من المجالات، مستندين إلى رؤية السعودية 2030 التي أرست خارطة طريق متوازنة، تدمج بين الأصالة والحداثة، وبين الهوية الوطنية والانفتاح على العالم.

وعلى الساحة الدولية؛ المملكة -بفضل الله- قوة عالمية توازن بين استقرار أسواق الطاقة وريادة الاقتصاد الأخضر، وتستخدم قوتها الناعمة في الثقافة والرياضة لبناء جسور التأثير والاحترام، إنها السعودية التي تعيد تعريف موقعها في العالم كدولة تصنع اتجاهاتها الخاصة وتحدد ملامح المستقبل.

اليوم الوطني ليس محطة للاحتفال فحسب، بل هو إعلان متجدد عن قدرة وطنٍ صاغ تاريخه بالإرادة، ويرسم مستقبله بالريادة، من الدرعية التي وحّدت الأرض والإنسان، إلى نيوم التي تختصر معنى المستقبل، تمضي السعودية لتقول للعالم: نحن نصنع المعادلات ولا ننتظر نتائجها. في اليوم الوطني، يتجسد معنى الدولة القائدة دولة تستمد قوتها من جذورها، وتبني مجدها بعقول شبابها، وتخاطب العالم برؤية لا تعرف المستحيل، إنها السعودية وطن بحجم التاريخ، وبطموح يعلو فوق الجغرافيا، وبإرادة تجعل من المستقبل حاضرًا يُكتب كل يوم.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد