: آخر تحديث

طريق جامعاتنا للتميز عالمياً: الفصول المقلوبة

4
4
4

سهم بن ضاوي الدعجاني

أن تحقق جامعة الملك فهد للبترول والمعادن تقدماً عالمياً جديداً، وتدخل قائمة أفضل 100 جامعة على مستوى العالم، بتحقيقها المرتبة الـ67 عالمياً، وفقاً لتصنيف (QS World University Rankings) لهذا العام 2025م أن يحقق هذا الإنجاز العالمي هذا ليس مستغرباً وليس جديداً؛ لأنه ثمرة طبيعية للحراك العلمي الذي تعيشه هذه الجامعة فهذا التقدم ما هو إلا نتيجة حتمية لمسار التحول الاستراتيجي الذي أطلقته الجامعة قبل خمس سنوات، حيث انتقلت من المرتبة الـ200 إلى المرتبة الـ67، متقدمة بذلك (34) مرتبة عما حصلت عليه العام الماضي (101) لاحظ حجم التقدم العالمي التي أحرزته هذه الجامعة العريقة خلال عام واحد فقط، كل هذا الوصف للنتيجة الرائعة ليس جديداً ولا مثيراً وإن كان منجزاً وطنياً عظيماً لأن الأهم في نظري: كيف حصل هذا؟ وكيف تم؟ وما السر خلف هذه النتيجة المستحقة لأعرق الجامعات السعودية في ظل الحراك التنموي الذي تمر به كافة مؤسسات التعليم العالي في بلادنا؟

بعد وقفة تأملية سريعة في مسيرة الجامعة وجدت أنها خلال السنوات الخمس الماضية اعتمدت إدارة الجامعة نموذج التحول السريع والشامل ومبادرة AL+X التي رسخت ثقافة «الذكاء الاصطناعي» بصفته قاعدة معرفية مشتركة لدى طلاب وطالبات الجامعة مهما كانت تخصصاتهم الأكاديمية، يعني أصبحت داخل أسوار الجامعة ثقافة جديدة ومختلفة تعتمد بشكل جذري على «الذكاء الاصطناعي» ضمن مختلف المسارات الأكاديمية مما يعني تحول المجتمع الطلابي إلى مجتمع منتج للمعرفة من خلال أدوات وفلسفة الذكاء الاصطناعي، كما عملت الجامعة على استقطاب الطلاب المتميزين من أكثر من 75 دولة على مستوى العالم عبر منصة» ادرس في السعودية» ومنح الطالبات فرصة الالتحاق بالتخصصات الهندسية حتى حققن أعلى نسبة التحاق للطالبات الجامعيات لهذه التخصصات على مستوى العالم، كما تبنت الجامعة مبادرة «الفصول المقلوبة» التي تحول الطلاب والطالبات في قاعاتها ومعاملها من متلقين للمعرفة إلى مشاركين نشطين في عمليات التعلم المدعومة بالذكاء الاصطناعي، فتجد الطالب هو من يحضّر المحاضرة مسبقاً ويستثمر وقت المحاضرات في النقاش والحوار العلمي حول تطوير مشاريعه البحثية تحت نظر أعضاء هيئة التدريس، من خلال أساليب الذكاء الاصطناعي التي تختزل الوقت وتوفر الجهد وتفتح فضاء الإبداع عبر التشارك مع العقول المتميزة داخل قاعات الجامعة التي تحولت بفضل سياسة الجامعة إلى أنموذج مصغر لخارطة مجتمع تعليمي يضم المبدعين والمبدعات من مختلف الثقافات والحضارات واللغات، يجمعهم الإبداع الإنساني وخدمة كوكب الأرض خاصة أن هؤلاء الطلاب تربوا خلال السنوات الخمس الماضية على مفهوم عالمي جديد «العادات السبع لطلبة الجامعة «، ولا أنسى برنامج «ريادة الأعمال» الذي يعد الأول من نوعه في المنطقة، حيث يمنح الطالب الباحث ملكية كاملة لمشروعه الناشئ وهذا امتداد لثقافة جامعية جديدة قائمة على التمكين الاقتصادي وبناء مبكر لشخصية الباحث، حيث تكتمل أركان شخصية العملية وهو على مقاعد الدراسة قبل أن ينخرط في سوق العمل.

السؤال الحلم

متى يتحول هذا الإنجاز العالمي إلى نجاح مستدام على مستوى مؤسسات التعليم الجامعي في وطننا الغالي؟ إذا تم توثيق هذه التجربة الفريدة ونمذجتها وتحويلها من خلال «التواصل الفاعل» مع بقية الجامعات الوطنية إلى «أنموذج سعودي» قابل للتطبيق حسب ظروف كل جامعة لرفع جودة المخرجات الأكاديمية والبحثية وتعزيز دور الخريجين في دعم الاقتصاد الوطني من خلال: بناء جميع برامج الجامعات السعودية على أساس رقمي يتضمن الفهم العميق للذكاء الاصطناعي وعلوم المعلومات وريادة الأعمال من السنة الأولى، ودمج التخصصات المتجانسة في كليات مشتركة لتعظيم مردودها الأكاديمي والبحثي، وإطلاق برامج أكاديمية جديدة ومختلفة في الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات والروبوتات والأمن السيبراني والهندسة الحيوية وغيرها، وتفعيل برنامج التخصصات الدقيقة الذي يدعم خيارات الطالب في سوق العمل.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد