: آخر تحديث

فنوننا البصرية ومعرض متجول للرواد

4
4
5

أحمد المغلوث

دور كبير الذي يقوم به معهد مسك للفنون من خلال القيام بالتوعية والتثقيف بفنوننا «البصرية» المختلفة مع إعادة الصياغة الطبيعية والروحية للمواطن وغير المواطن وهذا لا يتأتى لا من خلال الدراسة فقط ولكن من خلال المشاهدة للأعمال الفنية المختلفة سواء أكانت لوحات أو رسوما أو مجسمات أو حتى مستنسخات.

بل المشاهدة المباشرة لما يقوم به هذا الفنان أو ذاك من المبدعين المتميزين أصحاب الخبرة والممارسة شبه الدائمة طوال أعوام تجاربهم التي لا شك كان لها الأثر الفاعل في إثراء الحركة التشكيلية السعودية.. وإقبال المواطنين والمواطنات على حضور مختلف الفعاليات التشكيلية المختلفة هنا وهناك حتى الأعمال الحرفية البسيطة التي أدهشت الجمهور الفرنسي خلال مشاركة «الأحساء المبدعة» في عروضها في اليونسكو بباريس أخيرا وسعادة الفرنسيين بحصولهم على هدايا أساور (الزري) المصنوعة من خيوط الزري والإبرسيم..

وتمنيت لو كان هناك مشاركة لأكثر من فنان تشكيلي من الأحساء ليشاهدوا أيضا الإبداع التشكيلي الذي وثق جماليات وتاريخ وبيئة الأحساء فكم كان جميلا أن يكون للإبداع وجهان في مثل هذه المشاركات الدولية فسوف يكون لها أثر كبير وكثيرون يتذكرون نجاحات معرض «السعودية بين الأمس واليوم» فيما مضى من زمن وكيف أشادت وسائل الإعلام في عواصم الدول التي حظيت باستضافته. وهذا يوحي لنا أن نشير بكل تقدير لو تكرمت «هيئة الفنون البصرية» بتنظيم معرض متنقل لرواد فنوننا التشكيلية الذين أثروا الوطن بإبداعاتهم المختلفة وأن يقام هذا (معرض الرواد). في العواصم الرئيسة في العالم فلا شك سوف يكون له قيمته وأثره الفاعل أمام جماهير الدول الغربية وحتى الآسيوية في التعريف بفننا التشكيلي، فالفن قبل وبعد هو مرآة مصقولة يكشف في الوقت نفسه عن إبداع الفنان الموهوب وكذلك الفنان الذي درس وتعلم جوانب مختلفة من العملية الإبداعية ودورها الخلاق في كشف تراث وتاريخ وآثار وطنه وكم يتشوق المواطن عاشق الفنون في هذه الدولة أم تلك لمشاهدة إبداعات الفنانين السعوديين ليكتشفوا ليست «السعودية العظمى» وطن الإسلام والسلام والخير والنفط وإنما وطن للإبداع ومنذ القدم فما تركه الأجداد ما زال شامخا حتى اليوم يعبر عن الإنسان الفطري الذي ترك بصماته بل آثاره في عديد من المناطق بالمملكة فباتت حتى اليوم آثارا خالدة.

وها هي تستثمر بتميز في كل منطقة وجدت فيها.. فما أروع أن يشاهد العالم ما أبدعه إنسانه الفنان من قبل وبعد وكيف نثروا القيم الجمالية في المجتمع وكم هو جميل أن يشاهدوا زوار «معرض الرواد» مثل ذلك وأكثر من ذلك وبالتالي يكتشفون ماهية فنوننا البصرية التي تشارك في نشر الثقافة البصرية وما فيها من جمال وإبداع ولا شك أن المعارض الفنية وهي مهمة كونها تلعب دورا كبيرا في المساهمة في إثراء المشاهد لها وتوفير الفرص المتاحة أمامه ليقتني عملا فنيا أدهشه ولا يمكن أن ننسى دور المعارض في تعزيز التفاعل بين الفنان المبدع والمشاهد وهذا ينسحب على الدور الكبير والتأثير العظيم الذي تقوم به الأعمال الفنية المختلفة.

في مختلف المجتمعات أكانت بسيطة لكنها معبرة فوجدت طريقها للمتاحف العتمة والخاصة، ولا يمكن أن لرواد الفن في بلادنا وغير بلادنا دورا وفضلا فلهم منا التقدير كونهم عملوا مبكرا فيما أبدعوه ومنذ الصغر، وكم هو جميل أن ترعى فنونا البصرية وبدعم من مؤسسة مسك مثل هذا المعرض الذي نتطلع إليه بشوق ولهفة ليتحول إلى حقيقة معيشة كما فعلت عديد من دول العالم لروادها وهذا ما نريده بل نتطلع إليه ليعرض في بعض من عواصم العالم ولتقول لوحات المعرض كلماتها من خلال الألوان أو حتى الحروف والمشاهد التي وثقت جوانب مختلفة من تاريخ المكان والزمان في وطن يحظى بالتقدير والاهتمام في ظل ودعم قيادة لها كل الحب والتقدير والاحترام.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد