سهوب بغدادي
لطالما ترددت على مسامعنا الحِكَم العامية التي تتعلق بالسعي والعمل المتواتر والدؤوب لتحقيق الأهداف ونيل المراد، مثل «اسعى يا عبدي وأنا أسعى معاك» -بغض النظر عن مدى صحتها ومرجعيتها- أيضًا «من طلب العلا سهر الليالي»، وغيرها من العبارات التي تداخلت في معاني حياتنا اليومية وأهدافنا كالدراسة والعمل والأهداف الشخصية كفقدان الوزن، والالتزام بالطعام الصحي، والرياضة أو للإقلاع عن عادة سيئة كالتدخين، والسهر، وجلد الذات، وما إلى ذلك.
في خضم تلك الأهداف الممتزجة والمتراكبة كل ما يلزم الإنسان البداية كأول خطوة نحو الإنجاز، فيما يجد العديد من الأشخاص صعوبةً تكمن في البدء في الشيء لا الشيء بحد ذاته، فبمجرد شروع الشخص في الأمر يبدأ في ترتيب الخطوات وكل شيء يقع في موضعه الصحيح ويسترسل في التفكير والأفعال المدعمة للهدف، بالتأكيد، إنَّ كتابة الأمر ليس كفعله على أرض الواقع، وأنا كذلك أجد صعوبةً في البدء وإن كان الفعل معتادًا ككتابة هذا المقال لكم، لقد مررت بمقولة كالآتي: «حتمية السعي تعني حتمية الوصول» وأتفق معها وأختلف أيضًا باعتبار أنَّ طرقاً فرعية قد تتخلل طريقك للوصول، فقد تصل إلى وجهتك المعنية والمحددة منذ البداية أو قد تجد نفسك في مكان آخر أفضل بكثير من الوجهة الأولى التي تكبدت من أجلها كل العناء والسهر والتفكير المفرط، على سبيل المثال لا الحصر تخصصك الجامعي الذي طالما حلمت به في الصغر، ثم شاء الله ووجدت نفسك في تخصص ومجال آخر، ولكن لحكمة ما، والأهم من هذا الأمر أن يكون شعورك ممتزجاً بالرضا، فأحب إلي أن أقول العبارة الآنف ذكرها بهذه الصيغة «السعس يضمن لك عدم الندم مهما كانت النتائج».
ختامًا، نستذكر قول الحكيم جل في علاه في سورة النجم: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى (41) وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى (42)}.