عثمان بن حمد أباالخيل
الابتسامة لها وجهان، وجه إنساني شائق وأخرى تدل على السخرية والاستهزاء ابتسامة صفراء صفار ورق الأشجار في فصل الخريف، الابتسامة الصفراء أشد خبثاً وعملاً شيطانياً. يعد الباحثون الابتسامة (مهما كان شكلها)، جزءاً صغيراً من لغة الجسد المعقدة للبشر، التي يتم من خلالها التواصل من دون كلمات، وهي لا تقل أهمية عن التواصل اللغوي في أي من الأحوال. والابتسامة تدل على شيء معين وهناك دلالات كثيرة منها الفرح الخجل الحزن النصر التقرّب التلطّف التودد السخرية التقليل من شأن الآخر والكثير. في الواقع إن الابتسامة الصادقة تعكس مشاعر إيجابية، فنحن نبتسم عادة عندما نقضي أوقاتاً ممتعة أو عندما نشعر بالرضى والسعادة، كذلك الابتسامة جزء من طبيعة الإنسان، وتحمل رسائل، إذ يتلقى الناس رسائل كثيرة من ابتسامات الآخرين ويتصرفون على هذا الأساس. (إذا ابتسم المهزوم فقد المنتصر لذة النصر) شكسبير. هناك شريحة من الناس تكون الابتسامة عندهم مجرد ستار يخبئون وراءه أحزانهم وآلامهم، عمن حولهم، حتى لا يزعجون غيرهم وما أكثر أولئك الناس وربما أكون أنا واحد منهم، لذلك يعتقد الكثير من الناس أن أصحاب الوجه البشوش والابتسامة الدائمة، هم الأكثر سعادة والأكثر حظاً، بينما من المرجح أن يكون الظاهر يعكس صورًا مخالفة تمامًا للواقع أو لداخل الإنسان من تقلبات. شخصياً مؤمن بأن أعظم انتصار للإنسان هو الانتصار على الجزء الحزين في قلبه، الإنسان الذي يبتسم في وجه المصيبة، وهذا جزء مهم من الراحة النفسية التي ينشدها الجميع مهما كان وضعه الاجتماعي والاقتصادي ولونه وفي كل أرجاء الكرة الأرضية.
من الطبيعي أن الابتسامة لغة عالمية فإن تفسيرها قد يختلف من ثقافة لأخرى. دعوة صادقة في عالمنا اليوم العالم المليء بالضغوط، الابتسامة تعتبر ضوءاً وسط الظلام ابتسموا تبتسم لكم الدنيا.
الابتسامة كنز، تفتح القلوب وتشرح الصدور وتبعث على التفاؤل. الابتسامة مفتاح كل عسير، تمنح النفس السكينة، والقلب الطمأنينة، الابتسامة صدقة.. عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ) رواه الترمذي، وصححه الألباني. إذا كانت الابتسامة مختبئة في خفايا نفسك فأعلنها في وجه زوجتك زوجك أخيك أختك عمك عمتك خالك خالتك صديقك من تحب من له معزة وفي كل مكان تجلس أو تصادف الآخر. ليس هناك أدنى شك أن الابتسامة تساهم في تقوية الروابط الاجتماعية بين الناس لأنها تعبير عن الحب والمشاعر الجميلة، الحب الذي تحوّل في عصر وسائل التواصل الاجتماعي إلى حب مصلحة وهذا أمر خطير ومدمر للعلاقات الإنسانية، الحب الذي تحوّل إلى داء الجفاف العاطفي بين الناس وعلاجه العودة إلى الحب الحقيقي المبني على الاحترام والتقدير وزرع الابتسامة في الأرض الطيبة طيبة ونقاء القلوب المحبة للخير.
همسة:
حين يكون وجهك باسماً بشوشاً لمن هم حولك أفضل من ألف هدية تهديها وإن غلا ثمنها.