حمود أبو طالب
كل هذه الطموحات الكبرى التي يزدحم بها الوطن لحاضره ومستقبله لا يمكن تحقيقها لا بالنفط ولا غير النفط، ومهما كان حجم الثروات التي نمتلكها لا يمكن ترجمتها إلى حضارة حقيقية وتطور فعلي إذا لم يكن هناك مواطنون مؤهلون بالعلم، متسلحون بالإبداع، تواقون إلى التميز. الإنسان وحده هو الرهان على تحقيق كل الأحلام والطموحات والتطلعات، ولذلك ابحثوا دائماً عن التعليم المتميز الذي يصنع الإنسان المتميز، الذي بدوره يصنع وطناً متميزاً.
في خضم الأخبار المتلاطمة التي تمور بها وسائل الإعلام، كان هناك خبر يستحق أن نحتفي به أكبر احتفاء كمواطنين، ونفاخر ونباهي به بكل اعتزاز. خلال هذا الأسبوع، عاد 40 طالباً وطالبة من مدينة كولومبوس بولاية أوهايو الأمريكية حاملين على صدورهم 23 جائزة عالمية؛ منها 14 جائزة كبرى و9 جوائز خاصة بعد منافسة شديدة مع أكثر من 1700 طالب وطالبة من 70 دولة ضمن المعرض الدولي للعلوم والهندسة (آيسف 2025) الذي يعتبر أكبر محفل علمي دولي لطلاب المرحلة ما قبل الجامعية في مجالات العلوم والهندسة، الذي تشارك فيه المملكة سنوياً منذ عام 2007 وحققت خلال مشاركاتها 183 جائزة دولية لتكون في المركز الثاني بعد الولايات المتحدة الأمريكية.
هذا هو الإنجاز الحقيقي الذي يجعلنا نطمئن على مستقبل الوطن، فقد كانت المواهب سابقاً تضيع وتتلاشى بسبب عدم وجود الحواضن التي ترعاها وتهتم بها نتيجة التعليم التقليدي. الآن أصبحت لدينا منظومة متكاملة لرعاية المواهب والتميز العلمي، وتكامل في الجهود بين وزارة التعليم ومؤسسة موهبة وعدد من الشركاء الاستراتيجيين. هذه المنظومة تقوم بدور التنقيب عن الجواهر التي يمتلئ بها الوطن، وتوفر لها فضاء الإبداع في مجالات تميزها، لتصنع من هؤلاء الفتية والفتيات الثروة الكبرى والأهم للوطن.
مبروك للوطن، مليون مبروك.