: آخر تحديث

نهضة فنّ النحت في مصر

4
3
3

عبدالعزيز التميمي

عرف فنّ النحت في العالم بشكله الكلاسيكي المتميز منذ ما يزيد على الخمسمئة عام فترة (عصر النهضة) عندما برز لورانزوا دي ميديتشي 1449 - 1492، حاكماً لفلورنسا الإيطالية فأغدق على فناني عصره، فكان ما كان من إنجاز في ذلك العصر الذي بدأ تطوره وازدهاره بشكل إيجابي في العالم كله شيئاً فشيئاً وعام بعد عام حتى أصبح فن النحت منتشراً ليس على نطاق الدول بل في البيوت وقد ازداد عدد المقتنين لهذه التحف الفنية التي ترسم خارطة النهضة الفنية وتوثق الهوية الفنية لكل بلد.

ومن تلك الدول السباقة لفن النحت كانت مصر عندما قفز النحات محمود مختار، في العشرينات من القرن الماضي على قمة الهرم الفني في مصر وخاطب بتمثال نهضة مصر أوروبا وبالتحديد الجمهور الفرنسي في باريس وعرض تمثاله المتميز نهضة مصر فكان بمثابة شعلة أنارت لمن بعده من المبدعين المصريين الذين أثبتوا جدارتهم وقدراتهم وتميزهم بشكل واضح في الساحة الفنية في العالم، فكان من هؤلاء الأستاذ الدكتور إيهاب الأسيوطي، أستاذ فن النحت في الفنون الجميلة لكلية الفنون الجميلة بالمنيا، مكمل مسيرة النهضة الجميلة منذ زمن مختار، والوشاح وآدم حنين والكثيرون ممن سبقوه في هذا المجال وسلموه الراية اليوم فنجح نجاحاً مبهراً بمعرضه الذي افتتح برعاية الأستاذ الدكتور وليد قانوش، رئيس قطاع الفنون في وزارة الثقافة المصرية حيث قدم الدكتور إيهاب الأسيوطي المبدع (هنري مور العرب) رؤيته واختزالته التعبيرية في النحت بطابع عالمي لا يخلو من مفردات الحياة المصرية ببراعة وتميز لا يدع مجالاً للاختلاف عليه لدرجة أنه قدم بعض الأعمال المقتبسة بعنوانه الفني للنحات الرائد محمود مختار، فتجد فيه روح العمل والاسترسالات المتطورة تقنياً وفنياً، ولكن بإمضاء مختلف كثيراً عن القطعة الأولى التي أنتجها مختار.

وكأن الأسيوطي يقول لأستاذه الروحي نحن نكمل الطريق ونعيد للأجيال مجداً فنياً عمره يقارب المئة عام أو يزيد، فهذا التلميذ المصري النجيب هو مرحلة متفوقة من مراحل الفنون التشكيلية على أساس أنه استعاد مكتمل من سبقه من الكبار وأصبح أرضية مؤسسة ثابتة لمن بعده من تلاميذ وأجيال جديدة عربية قادمة.

الأسيوطي، فنان يؤسس اليوم للمستقبل الفني القادم قاعدة فنية عربية مصرية تحمل عبق التاريخ العربي المصري بثوب ورداء عالمي يتفوق على تلك القامات الفنية العالمية، ومنهم هنري مور، بتفوق وامتياز. ومبرزاً الوجه الحقيقي للحضارة الفنية المصرية المعاصرة التي تبقى منبع علم واستلهام لكل طلبة الفنون الجميلة في العالم.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد