محمد سليمان العنقري
إطلاق الاستراتيجية الجديدة الخاصة بالأندية الرياضية السعودية وما صاحبها من تطورات مهمة ومفصلية نقلت عالم الرياضة، وكرة القدم تحديداً، لأول خطوة حقيقية على طريق الخصخصة والاحتراف الكامل، سواء للاعبين او الإدارات والجهات والنشاطات المساندة إضافة للاعلام الرياضي، وقُدم دعم كبير للاندية وتم استقطاب لاعبين عالميين من الصفين الأول والثاني بشكل كبير وتطورت المنافسة بدوري روشن، وكذلك الدرجات الاخرى وبدأ يظهر الفارق بين الاندية السعودية وباقي المنافسين في قارة آسيا بخلاف ابتعاد الدوري السعودي عن بقية دول القارة من حيث قوة المنافسة وارتفاع المستوى الفني والمشاهدة العالية خارجياً حتى أصبح من بين أقوى الدوريات عالمياً..
ولكن حتى تكتمل صورة هذا النجاح ويُبنى عليه للسنوات القادمة لتحقيق أفضل النتائج بالمستهدفات التي يطمح لها المشروع فإن هناك حاجة أكبر للتركيز على احترافية إدارات الأندية ومعالجة احتياجاتها في التطوير الاداري؛ فإدارة الاندية يمكن تسميتها بالسهل الممتنع لأنها بالفعل ليست بهذه البساطة التي يعتقدها بعض من يطمح لرئاسة أي ناد، فجودة القرار وتقدير الوقت المناسب لاتخاذه من اهم صفات الادارات الناجحة، كما أن طريقة إدارة عقود اللاعبين وضبط المصاريف والسعي نحو تنمية الموارد من اهم اعمال اي ادارة؛ فنفقات الاندية كبيرة ولابد من موارد موازية لها فزيادة جماهيرية النادي وبيع المنتجات امران مرتبطان ببعضهما، إضافة لما يمثل ذلك من أهمية في زيادة الحضور الجماهيري لدعم واحد من الموارد المهمة المتمثل بزيادة مبيعات تذاكر المباريات الخاصة بالنادي على أرضه..
ولعل في تسريع خطوات الخصخصة وبيع الاندية خصوصاً ذات الجماهيرية الكبيرة أهم خطوات تطوير الادارة بالاندية، والتي ستنقل هذه العدوى الحميدة لبقية الاندية تباعا، كما أن الخصخصة سيكون لها أثر إيجابي بحيث أن الجهات التي ستشتري الاندية ستديرها بعقلية تجارية، وبالتالي ستستقطب أفضل الاداريين وستعزز من اصول الاندية وستكون برامجها التسويقية متنوعة مما ينعكس عليها بزيادة ايراداتها وضبط النفقات، وسيكون لذلك أثر إيجابي على نمو الاقتصاد الابداعي، كما أن لهذه الخطوة اهمية كبيرة بانعكاسها الايجابي على تطوير الاعلام الرياضي الذي مازال أغلبه يحاكي فترات مرحلة سابقة لبداية الاحتراف بالاندية اضافة الى توقف ما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي عند إخفاق أي ناد بالدوري وتراجع مستوياته إلى أنه لم يحصل على الدعم الذي حصل عليه غيره من الاندية التي تحقق نتائج جيدة، وغالباً قد يكون ذلك بتلميحات من بعض الادارات كونها أخفقت في إدارة النادي وعدم تحقيق نتائج وعدوا بها جماهيرهم فيبدأون بتمرير تبريرات إخفاقهم، إما على الاخطاء التحكيمية او أنهم لم يحصلوا على دعم كافٍ لجلب لاعبين او مدرب بنفس ما حصلت عليه الاندية التي تتفوق عليهم دون النظر لتقييم ادائهم الإداري وماهي الأخطاء التي ارتكبوها حتى وصلوا لمرحلة النتائج السلبية في منافسات البطولات التي يشاركون بها..
وزارة الرياضة قامت بمجهود كبير جداً خلال المرحلة السابقة والحالية لنقل الرياضة السعودية لمرحلة متقدمة من المنافسة وزيادة مشاركة المجتمع بالالعاب الرياضية، وأعطت اهتماما كبيرا لكرة القدم، ومن الطبيعي أن يواجه أي مشروع ببدايته عقبات وتظهر كذلك ثغرات فيتم معالجتها للوصول للاهداف المنشودة؛ فجميع الاندية حصلت على الدعم ووضعت آليات له، ومازال هناك المزيد من الحاجة للتطوير بالمشروع لكن الانتقال للخصخصة الكاملة يبدو أنه أصبح هو الخيار الأفضل بالتحول له سريعاً، والذي سيمثل التغيير الحقيقي بنشاط الرياضة، وكرة القدم تحديداً.