عبدالله خلف
بدايات كانت لها نهايات، هكذا لا دوام لحال من الأحوال... نعم لكل بداية نهاية محتومة؛ لأن «دوام الحال من المحال».
جاء في القرآن الكريم ذكر سير الأمم التي سادت ثم بادت.
إنها سُنن الله في كونه، قال الله تعالى: «فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا مَنْ أشدُّ منا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون، فأرسلنا عليهم ريحاً صرصراً في أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا، ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا يُنصرون» (فصلت: الآيتان 15 و16).
وأسباب هلاك الأمم والحضارات السابقة، كما أوردها القرآن الكريم كثيرة، أهمها الانهماك في عبادة غير الله، والإشراك به في العبادة... فإن الله تعالى قال: «إن الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يُشرك بالله فقد افترى إثما عظيماً» (النساء: الآية 48).
وكان الشرك بالله هو السبب المباشر لهلاك أمم سابقة مثل قوم عاد وقوم ثمود وغيرهم، فقد أرسلهما الله عاداً وثمود إلى قومهما فكذبوهما، فكان جزاؤهم الهلاك والدمار.
قال تعالى: «ألمْ تر كيف فعل ربك بعاد، إرم ذات العماد، التي لم يُخلق مثلها في البلاد، وثمود الذين جابوا الصخر بالواد، وفرعون ذي الأوتاد» (الفجر: الآيات 6: 10).
وقد جاء ذِكر عاد الأولى، وهلاكهم في قوله تعالى: «وأنه أهلك عاداً الأولى..» (النجم: الآية 50)، وذِكر عاد الأولى، يعني أن هناك عاداً ثانية وثالثة أخريين تتشابهان معها في صفاتها وتشاركانها في نهايتها، فقد كان في سبب هلاك عاد الأولى هو ما جاء في قوله تعالى: «فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون، فأرسلنا عليهم ريحاً صرصراً في أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزى في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا يُنصرون» (فصلت: الآيتان 15 و16).