: آخر تحديث

حزب الله.. ماذا يريد؟!

3
3
3

خالد بن حمد المالك

يعترف نعيم قاسم، أمين حزب الله، بمقتل خمسة آلاف، وإصابة ثلاثة عشر ألفاً من اللبنانيين، دون أن يتحدث عن الخسائر المادية الكبيرة، وفقدانه لقادته، وكثيراً من سلاحه، والهدم الذي شمل كل لبنان، واحتلال إسرائيل لخمسة مواقع في جنوب لبنان.

* *

ربما تكون الخسائر أكثر مما أعلن عنه نعيم قاسم، ويُفترض بالدولة اللبنانية أن تُسمع صوتها للعالم عن حجم الخسائر الفعلي، وأن يتحرّك حزب الله للتجاوب مع إجماع اللبنانيين بتسليم سلاحه للجيش، والتخلّص من أن يكون لدى الحزب من السلاح ما يُخوف ويُهدد به حياة اللبنانيين.

* *

لكن الحزب يرفض تسليم سلاحه، ويرفض تحديد زمن لتسليمه، ويتمسك بما يقوله إن الجيش غير قادر على حماية لبنان ضد اعتداءات إسرائيل، بينما وهو يحتفظ بسلاحه دون استخدامه ضد إسرائيل، يتلقى ضربات الجيش الإسرائيلي التي تستهدف عناصره ومواقعه دون رد.

* *

في مجلس الوزراء الذي عُقد منذ يومين برئاسة الرئيس اللبناني عون، انسحب ممثلا حزب الله وحركة أمل من الاجتماع، عندما كان التوجه نحو إقرار تحديد مدة زمنية تنتهي بنهاية العام بإلزام الحزب بتسليم سلاحه، ما يعني عدم وجود نية لدى الثنائي حزب الله وأمل للالتزام بحصر السلاح بيد الدولة، وسحبه من كل التنظيمات، وبالتالي إبقاء لبنان مُحتلاً، وتحت رحمة إسرائيل، ومن غير أمن أو استقرار.

* *

أمين حزب الله سبق اجتماع الحكومة بالتأكيد على عدم تسليم السلاح، وهدد بأن الحرب بدلاً من أن تكون بين لبنان وإسرائيل سوف تكون بين لبنان ولبنان، ويقصد بذلك بين حزب الله واللبنانيين، أي أنه يريد أن يبقى لبنان دولة فاشلة تتحكم إسرائيل وحزب الله وأمل بكل مقدرات البلاد.

* *

أكثر من هذا، فقد نظَّم حزب الله مظاهرات ضد تسليم سلاحه قبل يوم من اجتماع الحكومة، وهدَّد بتنظيم أخرى بعد اجتماع الحكومة، ما اضطر الجيش والأمن إلى الانتشار، منعاً لأي احتكاك بين المواطنين، وتثبيتاً للسلم الأهلي، وحماية الأرواح والأملاك العامة والخاصة.

* *

سؤالي: ماذا يريد حزب الله في تآمره على وحدة لبنان، وفي جرِّه البلاد إلى حروب دمرت لبنان، وقوَّضت اقتصاده وتنميته، وجعلته بلا عوائد سياحية، بعد أن هجره السياح في ظل الخوف أمام انهيار الأمن، وعدم الاستقرار، وتكرار اعتداءات إسرائيل.

* *

سؤال: ألا يعرف مسؤولو الحزب أنهم بهذا الموقف التآمري على لبنان، يرفضون إعادة إعماره، ويمنعون عنه المساعدات الخليجية والدولية، ويعطون مبررات لإسرائيل لاستمرار عدوانها على لبنان، بل واحتلال أراضيه في الجنوب، مع وجود ما يُسمى الممانعة لصالح إسرائيل؟!.

* *

سؤالي: من يتحمَّل مسؤولية مقتل 5.000 لبناني، و13.000 جريح، أليس هو الحزب، من يتحمَّل إرهاب المواطنين غير هذا الحزب، ومن أعاق تطور لبنان، وأشاع الفوضى هل هناك مَن يمكن اتهامه غير حزب الله، الذي ينفذ أجندة أجنبية، ويتآمر على البلاد بأوامر من الخارج؟!.

* *

أسأل أخيراً: متى يعي حزب الله بعد عقود من إفشال كل الخطوات الإصلاحية، منذ مؤتمر الطائف وإلى اليوم، أن سياسته وسلاحه الذي يستخدمه ضد اللبنانيين جريمة لا تُغتفر، وأن توريط لبنان بحروب مع إسرائيل هو ما جعل لبنان ضعيفاً، ومستكيناً، ومسلِّماً أمره بالقوة لما يقرِّره الحزب لخراب لبنان؟!

* *

فيا نعيم قاسم وأعوانه في حزب الله، ونبيه بري وأعوانه في حركة أمل، أيها الثنائي الشيعي الذي دمر لبنان، وما زال يعبث بمصالح الدولة، ويعيق إصلاح ما أفسدتماه في البلاد، تذكرا أن الأمور في لبنان تغيرت، وأن الوضع الآن غيره بالأمس، وأنكما إن لم تسلِّما السلاح طواعية، فسوف تسلِّمانه بالإكراه وبالقوة؟!.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد