جابر الهاجري
مجرد سماع اسم إفران تتسلل رعشة خفيفة لجسدك لشدة البرودة فيها شتاء وتساقط الثلوج حتى تصبح بيضاء تماماً، لا يظهر منها سوى القرميد البرتقالي الذي يتوّج منازلها التي تم بناؤها على الطراز الفرنسي، وهي مدينة حديثة مقارنة مع ولايات المغرب العريقة وتسمى بسويسرا المغرب، حيث قام المستعمر الفرنسي بإنشائها قبل مئة عام حتى تكون منتجعاً شتوياً وصيفياً للعائلات الفرنسية، وبعد الاستقلال قام ملوك المغرب بالاهتمام بها، ونالت نصيباً من التطور والتحديث والتوسعة خاصة في عهد الملك محمد السادس، وأصبحت وجهة سياحية للآلاف من السياح الأوروبيين وغيرهم.
مدينة أنيقة وباردة شتاء، وكما قال الأمير بدر بن عبدالمحسن رحمه الله (كثر الجفا برد...)، وإن كنت أجبرت على زيارتها مع صديق هذه الأيام، وكنتُ أُفضلها صيفاً حيث تكون الحرارة فيها معتدلة وانحسار الثلج عنها جزئياً.
إفران، وجهة سياحية لعشاق الثلج والتزلج، لكنها لا تصلح للعيش لمن ترعرع تحت شمس ساطعة حامية وتعوّد على (لواهيب) القيظ ونفحات العجاج، ولمن اعتاد العيش في مدينة الأحمدي التي بناها الإنكليز قبل خمسة وثمانين عاماً بطرازها الأوروبي تحت حرارة تبلغ الخمسين في عز الصيف، حيث تكون المتعة أكثر من مناطق الثلج البيضاء الباردة. لعشّاق التزلج والثلج أنصح بزيارة لإفران المغربية والانطلاق للتزحلق في محطة ميشلفين... دمتم بخير.
jaberalhajri8@