فيصل سليمان أبومزيد
تهل علينا بعد أيام الذكرى الأغلى في تاريخ الإمارات حينما اجتمع الآباء المؤسسون ليعلنوا قيام دولة الاتحاد في الثاني من ديسمبر عام 1971، ويقدموا للعالم أنموذجاً فريداً يعكس إرادة التحدي والإصرار على مجابهة الصعاب وتحقيق حلم أبناء المنطقة.
تفكرت ملياً في البحث عن نقطة البداية، وعن أهم الركائز الأساسية التي كان توافرها عاملاً حاسماً فيما تحقق من إنجاز، فلم أجد أبرز من نعمة الأمن والأمان عنواناً كبيراً ومفتاحاً رئيساً منذ ميلاد الدولة حتى الآن، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
إن نعمة الأمن أسهمت بشكل ملحوظ في توفير بيئة حاضنة للإبداع والابتكار والجذب والاستثمار، ومنحت الضوء الأخضر للقيادة أن تتفرغ لعملية البناء والتنمية، فكان طبيعياً أن ترفع الإمارات شعار التسامح، وتمد يدها للجميع، وتؤكد حرصها على التعاون فيما ينفع الشعوب ويعود بالخير على الجميع.
أجواء الأمن والأمان هي التي جذبت المقيمين فشكلوا ما يقارب 200 جنسية قدموا إلى البلاد للعمل والإقامة فيها والاستمتاع بما توفره من عيش رغيد ورفاهية، لا فرق فيها بين مواطن ومقيم في إطار الالتزام بالقانون وقيم المجتمع الأصيلة، مع التعامل بحزم مع محاولات المساس بأمن المجتمع واستقراره.
ليس هذا فحسب، فصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لا يتركان فرصة إلا ويعبران فيها بلسان مبين أن الوافدين شركاء في نهضة الدولة.
اللافت أن وعي القيادة بأهمية الأمن دفعها لنشر مفاهيمه عالمياً، حيث رعت مؤسسات هدفها نشر ثقافة التسامح والتعايش، وبحثت عن القضايا المشتركة التي تستوجب تعاون الدول والشعوب، كالحفاظ على البيئة ومكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري في محاولتها لإنقاذ الكوكب. كما أنه ليس بعيداً عن ذلك تدخلات الدبلوماسية الإماراتية لنزع فتيل الأزمات، وحرصها على اعتماد نهج التفاوض بدلاً من الحروب وويلاتها، فضلاً عن ترسيخها مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
كل ذلك جعل الإمارات ملهمة لشعوب الأرض، وقبلة يتطلعون لزيارتها؛ لهذا كان من المنطقي أن تبشرنا التقارير أن الموسم الشتوي المقبل سيكون استثنائياً، فملايين البشر من كل بقاع الأرض قادمون من أجل الاسترخاء والاستمتاع وقضاء أيام تحمل ذكريات لا تنسى في بلاد كانت وستظل تفتح ذراعيها للجميع. هذه المكانة التي بلغتها الإمارات جعلتها جاذبة لملايين السياح وتتفوق على كبريات المدن، مثل لندن وباريس ومدريد.
كل الأمنيات أن تبقى رايات الإمارات مرفوعة عالية، وأن تواصل مشوارها نحو القمة وهي تنعم بالأمن والأمان، ويعيش من عليها في وئام وسلام.