التشخيص الصحيح للمرض، هو الطريق الصائب الذي يوصلك للعلاج ومعرفة دائك وكيفية علاجه، أما الطبيب الذي يعطي المسكنات فقط، من دون معرفة حقيقية بالمرض، فهو يزيد الوضع سوءاً، وتتدمر نفسية المريض من عدم معرفة سبب معاناته، وأكثر ما يستشعر ذلك المريض المضطر إلى الذهاب للعلاج في أقسام الطوارئ، حيث لا بدّ للطبيب من التشخيص الصحيح للحالة، بالاختبارات والفحوص اللازمة، قبل إعطاء أي نوع من المسكّنات. ومهم جداً وجود أجهزة التشخيص والفنيين القائمين عليها، في كل المستشفيات، وبخاصة التي تستقبل حالات الطوارئ، فهي المعين الأساسي للأطباء في سرعة تشخيص المرض وأعراضه. أما في حالة عدم وجود تلك الأجهزة، فصعب جداً معرفة السبب، لذا يجري الأطباء الفحوص الموجودة، وبناء عليها يعطون المريض الأدوية المناسبة والإجراءات اللازم اتخاذها على وجه السرعة. نظام تقسيم حالات الطوارئ لدينا، قد يكون منظماً وسهلاً، وتعود عليه المجتمع، من كثرة ارتياد المستشفيات ومعرفة النظام، فالمرضى أصحاب الكسور والعظام وما يتبعها في مستشفى، ومرضى الباطنية وما يتبعها في مستشفى آخر. وهو نظام يخفف الضغط الذي يحصل على أقسام الطوارئ، إلا أنه قد يتسبب بعرقلة تطبيب المريض، خاصة إذا كان المستشفى لا تتوافر لديه جميع أجهزة الفحص والمتخصّصون القائمون عليها، كأجهزة «السونار» غير الموجودة في أحد المستشفيات الكبرى، التي تستقبل حالات الطوارئ، ويضطر المستشفى إلى طلب الفني المتخصّص، وينتقل من مستشفى إلى آخر، لإجراء الفحوص اللازمة للمريض، وقد لا يتوافر أطباء التخدير الموجودون في مستشفى واحد، إلا بالطلب من المستشفى الآخر، ما يؤثر في مستوى الخدمة الطبية، ويدخلنا في دوامة الانتقال من مستشفى إلى آخر. لذا من المهم جداً أن تتوافر جميع الأجهزة مع متخصّصيها في كل المستشفيات، خاصة التي تستقبل حالات الطوارئ. ومهم جداً كذلك توافر الأطباء المتخصّصين في المستشفيات أو إعادة النظر في التقسيم الحالي الذي لا يوفر للمريض كل احتياجاته، سواء من التطبيب أو من الأجهزة اللازمة للفحوص. ولم تتوحد الخدمات إلا في أزمة «كورونا» الماضية حين توحدت في مستشفى واحد، ووجد الجميع الخدمة الطبية المناسبة، وكان الحضور للمستشفى للحالات الحرجة فقط التي تحتاج إلى معاينة سريرية ويدخلها الأطباء بسرعة، وسجل المستشفى وخدماته نجاحاً كبيراً ومرضياً للجميع.تقسيم الخدمات الطبية بين مستشفيين، حل لمشكلة تركيز المرضى على مستشفى خدمي واحد، إلا أنه لم يحل جميع المشكلات إلا حين يكون المستشفى متكاملاً يستقبل جميع الحالات ولديه كل طاقم الأطباء والفنيين الذين يمكنهم تطبيب حالات الطوارئ وغيرها في جميع الأوقات من غير الحاجة لانتظار الفني أو الطبيب وتفرغه للحالات في المستشفى الآخر، ونأمل أن تتوافر لدينا كل الخدمات الطبية في المستشفيات.
توحيد الخدمات الطبية
مواضيع ذات صلة