: آخر تحديث

السنوار.. لو كنا نعلم!

8
8
9

هل سيخرج السنوار ليقول «لو كنا نعلم»، كما فعلها حسن نصر الله بعد الحرب المدمرة التي شنتها إسرائيل ضد لبنان عام ٢٠٠٦ بسبب خطف جنديين إسرائيليين؟!

ربما قالها بالفعل في نفسه وهو يرى الدمار الهائل الذي نتج عن عملية السابع من أكتوبر، وطوفان الموت الذي اجتاح غزة ولم يوفر طفلاً ولا شيخاً ولا امرأةً ولا رجلاً من المدنيين الذين لم يكن لهم ناقة ولا جمل ولا رأي في قرار خوض الحرب!

محاسبة الذات على الحسابات الخاطئة وتحمُّل مسؤوليات القرارات المتهورة هي مفتاح الشفاء من جراح حرب الإبادة الإسرائيلية التي تشهدها غزة الآن، فلا شيء مما جرى في السابع من أكتوبر يساوي الثمن الباهظ؛ الذي يدفعه الفلسطينيون اليوم وسط عجز العالم عن نجدتهم ووقف إبادتهم!

العالم العربي مدرسة الحسابات الخاطئة والقرارات المتهورة، وجميع النكسات التي تملأ التاريخ العربي الحديث بالندوب هي نتيجة الأخطاء والتهور، حسابات خاطئة لعبدالناصر في ٦٧، وقرارات متهورة للقذافي في حادثة لوكربي، ولصدام حسين في حرب إيران ثم غزو الكويت، وحسن نصر الله في لبنان، وغيرها ستجدون خلف كل كارثة عربية طاغية يرى نفسه هدية السماء لشعبه، بينما هو هدية الموت والتشريد والدمار!

الطغاة وحدهم لا ينفردون بالمسؤولية، فالبعض من الشعوب العربية يجب أن يمتلكوا وعياً يحررهم من أسر العاطفة والارتهان للشعارات الزائفة والشخصيات المتاجرة بعواطفهم، ومن لم يتعلم من تجارب عقود من الزمن المرير عليه أن يتلقى علاجاً نفسياً، فلا يتعايش مع مرارة الخديعة بالشعارات وذل العبودية للأشخاص وعدم تمييز الأقنعة الزائفة إلا من يعاني من الاختلال العقلي أو التلذذ بالتعذيب النفسي!

باختصار.. إسرائيل أكبر عدو لنا، لكن هناك عدواً آخر يجب أن يهزمه العاطفيون العرب أولا: أنفسهم!
 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد