: آخر تحديث

الإمارات.. وطن التسامح

0
0
0

عادل المرزوقي

كلما تأملت ملامح الحياة في الإمارات، أدرك أنني أمام قصة إنسانية مميزة، صاغتها القيم ورسمتها النوايا الطيبة قبل أن ترسمها الطرق والمشاريع. إنها حكاية وطنٍ وجد في التسامح منارة، وفي التعايش جسراً يعبر به الجميع نحو غدٍ أجمل، هكذا تعلمنا من حكمة الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي قال: «لولا التسامح ما أصبح صديق مع صديق، ولا شقيق مع شقيق، فالتسامح ميزة»، عبر هذه الحكمة نكتشف عمق جذور التسامح في مجتمعنا، فهو حاضر دائماً بين الناس في معاملاتهم وتصرفاتهم، وعاداتهم وتقاليدهم، ومختلف أساليب الحياة.

منذ بداياتها، كانت دولة الإمارات – ولا تزال – تنظر إلى الإنسان بوصفه قيمة مُهمة وليس مجرد رقم، وأن التسامح في جوهره ليس شعاراً، بل وعيٌ بأن الرحمة أساس العمران، وأن التعايش قوة تُبنى بها الأوطان، ولذلك جاءت المبادرات والمهرجانات لتكون شاهداً على إمكانية تحويل التسامح إلى ممارسة يومية. ويعد «المهرجان الوطني للتسامح» تجسيداً حياً لما نعتز به في الإمارات التي فتحت أبوابها أمام الجميع ليعيشوا تجربة مميزة تؤكد أن الاختلاف ثراء، وأن اللقاء بين الثقافات ليس حدثاً عابراً، بل علامة على نضج المجتمع، ليعكس ذلك قول رسولنا الكريم: «الرَّاحمونَ يرحمُهُمُ الرَّحمنُ. ارحَموا من في الأرضِ يرحَمْكم من في السَّماءِ، الرَّحمُ شُجْنةٌ منَ الرَّحمنِ فمن وصلَها وصلَهُ اللَّهُ ومن قطعَها قطعَهُ اللَّهُ».

في الإمارات، أصبح التسامح جزءاً من إيقاع الحياة اليومي، حيث يكبر الناس هنا وهم يتعلمون أن الإنسان يقاس بنبله، وأن احترام الآخر وطن نقيمه داخل أنفسنا قبل أن نلتقيه في الواقع. وحين نفكر في هذه التجربة، سنجد أن سرها يكمن في الإيمان بأن الإنسان يستطيع العيش مع أخيه، مهما اختلفت ملامحه وقصصه. وأن الوطن الذي يصنع من التسامح منهجاً، يعرف طريقه جيداً: طريق السلام، والإنسان، والمستقبل.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد