إيلاف من لندن: يُعتبر دينيس غواردا من أبرز الأسماء الدولية في مجال الذكاء الاصطناعي، وهو خبير استراتيجي ومؤلف معروف، تعاون مع حكومات ومؤسسات عالمية كبرى على مشاريع متقدمة. وقد كان من أبرز المشاركين في "قمة الذكاء الاصطناعي: Businessabc AI Global Summit " التي انعقدت في حزيران (يونيو) الماضي، حيث نوقشت تحوّلات الذكاء الاصطناعي وأثره الزاحف على المجتمعات.
موازنة دقيقة
خلال حواره مع برنامج "بي بي سي ترندينغ"، قال غواردا في مستهل حديثه:
"مصدر القلق الأساسي عندما يتعلق الأمر بالذكاء الاصطناعي هو كيف نضرب توازنا بين الذكاء الاصطناعي المرتكز حول الإنسان وتمكين المجتمع عبر تخصيص الذكاء الاصطناعي لخدمته".
بهذا التصريح، وضع غواردا حجر الأساس لنقاش عميق يدور حول الاستخدام المسؤول لهذه التكنولوجيا.
تحولات سريعة
عندما سئل عن مستقبل الذكاء الاصطناعي، أجاب بتوصيف دقيق للوضع العالمي الراهن:
"برأيي حالياً هناك تناقض بين مجموعة صغيرة من العالم قادرة على التحكم بقدر كبير من بقية العالم."
وأشار إلى أن "الناس لا يدركون بالكامل مستوى التغير الذي يطرأ على الذكاء الاصطناعي"، مؤكدًا أن هذه التقنية لم تعد افتراضية بل واقعية، وتؤثر فعليًا على سوق العمل.
التأثير على الوظائف
أخطر ما جاء في المقابلة كان تحذيره الصريح من أن:
"نحو 40 بالمئة من الوظائف بدأت بالفعل بالتعطيل إذا ما جاز التعبير، بسبب الذكاء الاصطناعي."
وهنا فصّل غواردا وجهة نظره، فقال:
"نحن لا نقول إن الذكاء الاصطناعي سوف يدمر الوظائف أو يستحدث الوظائف، بل أولئك الذين ليست لديهم أي دراية أو معارف بالذكاء الاصطناعي، هؤلاء تحديداً هم الذين سوف يُستبدلون بأخرى."
الذكاء المولِّد
وفي إشارة إلى مستويات متقدمة من التقنية، أوضح:
"ولا نتحدث فقط عن الذكاء الاصطناعي المولّد للأفكار أو فائق الذكاء، فإذ ذاك نصل إلى مستوى أكثر تطرفاً. فهذا الذكاء الاصطناعي المولّد للأفكار يمكن أن يستبدل الكثير من الأفكار البشرية."
لكنه أضاف بحذر:
"لا أريد أن أكون سلبياً أو متشائماً، ولكن هذا الذكاء الاصطناعي موجود بالفعل، ومستوى التغير والتعطيل في الوظائف واضح للغاية."
بين الفرصة والتهديد
غواردا لم يكتف بالتحذير، بل أشار إلى الوجه الإيجابي من المسألة، قائلاً:
"في الوقت نفسه يمكن استغلال ذلك في التقدم العلمي."
لكنه استدرك مذكّراً بأن التخوف طبيعي:
"هناك أشخاص يشعرون بطبيعة الحال بالقلق لأن الأمر يمثل تطوراً تكنولوجياً جديداً."
وفي المقابل، أشار إلى من يستهين بالخطر:
"ولكن من جهة أخرى، هناك أشخاص كثر يقولون كلا، لا مخاطر."
دعوة إلى التوازن
الرسالة الأهم التي أراد غواردا إيصالها كانت واضحة:
"لا بد من ضرب توازن بين المجالين. إذا تعطلت الوظائف، فبطبيعة الحال سوف يؤدي الأمر إلى مضاعفات كثيرة."
ثم قدّم تشبيهًا مباشرًا:
"لنا أن نتخيل ماذا حصل مثلاً مع وسائل التواصل الاجتماعي. كذلك الأمر بالنسبة للذكاء الاصطناعي."
في ختام المقابلة، أطلق غواردا تحذيرًا بحجم التحدي: ليس الذكاء الاصطناعي هو المشكلة، بل غياب الجاهزية البشرية لمواكبته.
الوظائف التي تتأثر لن تختفي بالكامل، بل ستُعاد صياغتها، لكن أولئك الذين لا يمتلكون المعرفة الرقمية لن يكونوا جزءًا من هذه الصياغة الجديدة.
وبين المخاوف والفرص، كانت رسالته حاسمة:
"من لا يعرف الذكاء الاصطناعي، ستستبدله الآلات."
لمشاهدة المقابلة مع دينيس غواردا:
هل ستُقصى من سوق العمل لأنك لا تتقن الذكاء الاصطناعي؟
— إيلاف (@Elaph) July 17, 2025
دينيس غواردا يطلق تحذيرًا صادمًا عبر "بي بي سي ترندينغ"... شاهد ماذا قال عن مستقبل الوظائف!— #دينيس_غواردا #ذكاء_اصطناعي #مستقبل_العمل pic.twitter.com/z65MoIwqpn