إيلاف من كركوك: في بيان رسمي، عبّر رئيس حكومة إقليم كوردستان عن حزنه العميق للحريق الذي ضرب مدينة الكوت، وأكد تأهب مؤسسات الإقليم لتقديم كل أشكال المساعدة.
مأساة جنوبية
حريق يودي بأرواح العشرات
استفاق العراق، اليوم الخميس 17 تموز (يوليو) 2025، على مأساة جديدة تمثّلت في حريق ضخم اندلع فجراً داخل مجمّع تجاري في مدينة الكوت، مركز محافظة واسط جنوبي البلاد، وأسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا والجرحى، وفق مصادر إعلامية وطبية.
وفيما لا تزال التحقيقات جارية لتحديد أسباب الحريق وحجم الأضرار بدقة، تشير المعلومات الأولية إلى أنّ النيران اشتعلت في قسم التخزين بالمبنى، وامتدت بسرعة نتيجة خلل في منظومة الإطفاء الداخلية.
موقف رسمي
بيان مسرور بارزاني
وفي أعقاب الكارثة، أصدر رئيس حكومة إقليم كوردستان، مسرور بارزاني، بياناً جاء فيه:
"ببالغ الحزن والأسى تلقّينا نبأ الحريق المأساوي في مدينة الكوت. نتقدّم بأحرّ التعازي إلى ذوي الضحايا، ونسأل الله تعالى الشفاء العاجل للمصابين. وكما كان دأبه في مؤازرة المنكوبين، فإن أبواب إقليم كوردستان مفتوحة أمام المتضررين، وقد وُضِعت وزارة الصحة وسائر المؤسسات المعنية في حالة تأهّب لتقديم العلاج والمساعدات الضرورية وكل ما يحتاجه المصابون."
ويعكس البيان موقفاً تضامنياً واضحاً من أربيل تجاه ضحايا الكارثة في الجنوب العراقي، ويأتي في سياق أوسع من سياسات الإقليم في تقديم الدعم للمناطق المنكوبة داخل العراق، خاصة في حالات الطوارئ الإنسانية.
جهود الإغاثة
حالة استنفار في كوردستان
أفادت مصادر صحية في أربيل بأنّ وزارة الصحة في الإقليم بدأت بالفعل التنسيق مع وزارة الصحة الاتحادية، لبحث إمكانية استقبال عدد من المصابين الذين يحتاجون إلى تدخل طبي متخصص، لا سيما في حالات الحروق البليغة.
وفي السياق نفسه، ذكرت وكالة "روداو" نقلاً عن مسؤول في حكومة الإقليم أن "أربيل مستعدة لإرسال فرق طبية ومستلزمات طبية عاجلة فور تحديد الحاجات اللوجستية المطلوبة من قبل وزارة الصحة في واسط".
كارثة إنسانية
دعوات لتحقيق عاجل
في بغداد، عبّر نواب ومسؤولون عن صدمتهم من الحادث، مطالبين بفتح تحقيق عاجل للكشف عن المسؤوليات، لا سيما أن المبنى لم يكن مجهزاً بأنظمة سلامة كافية.
وقالت النائبة عواطف حيدر، عضو لجنة الصحة والبيئة النيابية، في تصريح صحافي: "ما حدث في الكوت ليس حادثاً عرضياً فقط، بل هو نتيجة تراكمات من الإهمال وسوء الرقابة على البنى التحتية والمنشآت التجارية".
تضامن محلي وإقليمي
مؤشرات على تجاوب فوري
وقد لقي بيان بارزاني ترحيباً واسعاً على منصات التواصل، حيث وصفه ناشطون بـ"الموقف الإنساني المشرف"، في وقتٍ لم تصدر فيه بعد بيانات مشابهة من سائر القوى السياسية في العراق.
من جانبها، دعت مفوضية حقوق الإنسان في العراق إلى إعلان حالة طوارئ صحية مؤقتة في محافظة واسط، وتكثيف عمليات نقل المصابين إلى مراكز أكثر تأهيلاً.