: آخر تحديث
الأمير خالد بن سلمان يعقد لقاءات رفيعة قبيل المحادثات الإيرانية – الأميركية

"فايننشال تايمز": تحرّك سعودي استباقي من الرياض إلى طهران

8
9
6

إيلاف من لندن: في سياق تحركات إقليمية متسارعة، تشهد العلاقات السعودية - الإيرانية محطة لافتة مع زيارة رسمية يجريها وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان إلى طهران، حيث التقى عددًا من كبار المسؤولين الإيرانيين. وتأتي هذه الزيارة بتوجيه من القيادة السعودية وقبل أيام فقط من انعقاد جولة جديدة من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة، وسط توترات أمنية وتجاذبات دبلوماسية تشهدها المنطقة.

وتعد الزيارة الأولى من نوعها بهذا المستوى منذ استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في آذار (مارس) 2023، بعد قطيعة دامت سبع سنوات.

وأشارت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إلى أن زيارة وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، الشقيق الأصغر لولي العهد الأمير محمد بن سلمان وأرفع مسؤول سعودي يزور إيران منذ عقود، تتزامن مع اقتراب موعد المحادثات المقررة بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، حيث تسعى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الدفع نحو اتفاق يضع قيودًا مشددة على البرنامج النووي الإيراني.

وتحتل مسألة التخصيب النووي موقعًا حساسًا في هذه المفاوضات، حيث شدد المبعوث الأميركي، في تصريحات حديثة نقلتها الصحيفة، على أن أي اتفاق يجب أن يتضمّن "وقفًا كاملاً" لبرنامج التخصيب. في المقابل، تؤكد طهران أن هذا الملف يمثل "خطًا أحمر" لا يمكن تجاوزه.

وتأتي زيارة الأمير خالد إلى إيران في وقت يزداد فيه التوتر في الإقليم، على خلفية مواقف متباينة إزاء التهديدات المتبادلة والتطورات العسكرية. وقد أوضحت الصحيفة البريطانية، في تقريرها، أن السعودية تنظر بقلق إلى تداعيات أي تصعيد محتمل في حال فشلت المحادثات، خصوصًا مع تصاعد النشاط العسكري في المنطقة، وإرسال الولايات المتحدة مزيدًا من التعزيزات، من بينها حاملة طائرات ثانية وقاذفات بعيدة المدى.

وقال الكاتب والمحلل السعودي علي الشهابي لـ"فايننشال تايمز" إن "السعودية تبعث برسالة مفادها أنها ليست طرفًا في أي تحرك عدائي ضد إيران، وأنها تفضّل مسار الحلول الدبلوماسية"، معتبرًا أن المملكة "تدعم الجهود الرامية إلى تهدئة التوترات"، في إشارة إلى المبادرات الأميركية.

وكانت المملكة قد أعربت مرارًا عن قلقها من الأنشطة النووية الإيرانية، كما أبدت اعتراضها على سياسات طهران الإقليمية، لا سيما ما يتعلق بدعمها لجماعات مسلحة في المنطقة. ومع ذلك، حرصت الرياض في السنوات الأخيرة على خفض حدة التوترات، وصولًا إلى اتفاق بكين، الذي أعاد العلاقات الثنائية إلى مسارها الدبلوماسي الرسمي.

وتأتي زيارة وزير الدفاع في هذا السياق، حيث تسعى المملكة إلى تعزيز القنوات الدبلوماسية والتنسيق الأمني، في ظل ظروف إقليمية معقّدة. ويرافق الأمير خالد في زيارته وفد رسمي يضم السفير السعودي لدى اليمن، وهو ما يعكس ارتباط الملفات الإقليمية ببعضها.

وكانت المملكة قد خاضت مواجهة طويلة مع الحوثيين المدعومين من إيران، وشهدت فترة من التهدئة في عام 2022، غير أن أعمال العنف تجددت لاحقًا، ما أدى إلى تعثر مسار السلام، خاصة بعد استهداف الحوثيين للملاحة في البحر الأحمر.

وفي هذا الإطار، أوردت الصحيفة البريطانية أن المملكة امتنعت عن المشاركة المباشرة في العمليات العسكرية التي تقودها واشنطن ضد الحوثيين، مفضّلة التركيز على المسار السياسي والحلول التفاوضية، دون انخراط في موجات التصعيد.

وأشارت "فايننشال تايمز" أيضًا إلى أن الرياض تتعامل بحذر مع التوترات المتصاعدة بين إيران وإسرائيل، والتي بلغت ذروتها بعد هجوم 7 أكتوبر 2023، وما أعقبه من ضربات متبادلة، في وقت تحاول فيه العواصم الإقليمية تجنب الانزلاق إلى مواجهة مفتوحة.

من جهة أخرى، سعت إيران إلى تحسين علاقاتها مع دول الخليج، بما فيها السعودية والإمارات، ضمن تحرك دبلوماسي يهدف إلى كسر العزلة الإقليمية وتخفيف أثر العقوبات الأميركية المتزايدة.

وكانت الجولة الأولى من المحادثات بين طهران وواشنطن، التي عقدت السبت الماضي، قد وُصفت من الطرفين بأنها "إيجابية وبنّاءة"، رغم استمرار الخلافات بشأن تفاصيل التخصيب والمراقبة.

* أعدت إيلاف التقرير عن وكالة "واس" السعودية و"فايننشال تايمز" البريطانية (المصدر)
* إقرأ في إيلاف: الأمير خالد بن سلمان في طهران لتعزيز الشراكة الأمنية مع إيران


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار