إيلاف من عمان: عُرف المخرج والممثل الفلسطيني محمد بكري كأحد الأصوات العربية التي حملت قضية فلسطين فنيًا وإنسانيًا على مدى عقود. خلال مشاركته في فعاليات مهرجان عمّان السينمائي – أول فيلم، بالأردن، التقيناه للحديث عن حضوره في فيلم “ما بعد…” للمخرجة مها حاج، الذي اختير لافتتاح الدورة السادسة للمهرجان، وعن تجارب فنية أخرى تمسّه شخصيًا وعائليًا.
السينما الفلسطينية… وانسياب الحكاية
بالنسبة لـ"بكري"، تكمن قوة السينما الفلسطينية في بساطتها. قائلًا: "لا داعي لتعقيد الأمور، ولا لتعب الجمهور بالتحليلات النفسية أو الفلسفية الزائدة. المهم أن يستمتع الناس بالقصة”. مضيفًا: "يتحمل المشاهد عبء الطريق وثمن التذكرة ليحضر فيلمًا يستمتع به، لا ليجلس على الكرسي دون أن يفهم مغزاه".
التصوير في ظل الحرب… مسؤولية وجدانية
شارك بكري في تصوير فيلم “ما بعد…” بعد شهرين فقط من اندلاع الحرب، وهو ما انعكس على أدائه بشكل كبير. يروي أنه قرأ السيناريو بينما كانت الأوضاع مشتعلة، ومع بدء التصوير في ديسمبر كان لا يزال يحاول امتصاص الصدمة على المستويين الشخصي والوطني. يجسد في الفيلم شخصية أب يعمل كطبيب فقد خمسة من أبنائه، تمامًا كما فقد كثير من الفلسطينيين أحبّاءهم في غزة. وعن الدور قال: “شعرت أن من واجبي أن أوصل هذا الوجع للعالم، كإنسان قبل أن أكون ممثلًا”، ووصف "بكري" المجازر التي وقعت في غزة بأنها وصمة عار في جبين الإنسانية، وخصوصًا في جبين من خطط ونفّذها.
الأب يقيم الابن
عن مشاركة ابنه، الممثل محمود بكري، في فيلم “إلى أرض مجهولة” الذي حقق حضورًا واسعًا في المهرجانات العالمية، يعلّق محمد بكري كأب قبل أن يكون فنانًا: “شاهدت محمود أكثر مما شاهدت الفيلم”، يقولها مازحًا. لكنه يضيف بتقدير بالغ: “قدّم أداءً قويًا جدًا، وأعتقد أنه قام بشيء كبير بالفعل”.
فيلم قصير عن غزة
لا يتوقف بكري عن العمل. حيث كشف أنه أنجز فيلمًا قصيرًا عن غزة مدته خمس دقائق، صوّره بلقطة واحدة (وان شوت)، ويتمنى أن يُعرض في الدورة المقبلة من مهرجان عمّان السينمائي. كما يشارك في فيلم جديد بعنوان “All What’s Left of You” (كل ما تبقّى منك) من إخراج شيرين دعيبس، من المقرر أن يشارك في مهرجان كارلوفي فاري في التشيك، وسبق وشارك مطلع هذا العام في مهرجان صندانس.