: آخر تحديث

كيف تُدير أموالك؟

3
3
3

عبدالعزيز الكندري

بين وقت وآخر نسمع عن زيادة في رواتب بعض الجهات مع بونص سنوي مجزٍ، والعكس صحيح من البعض حيث يتم تخفيض في رواتبه أو بعض البدلات، وقد تكون هناك التزامات وقروض للبنوك عليه، والكثير منهم لديهم مشاريع مثل بناء بيت العمر، وهنا يأتي الحديث عن الإدارة المالية للأسرة، حيث لا توجد جهة ولم نتعلم ذلك في المدارس عن كيفية إدارة الأموال وحُسن التصرف فيها، وعلى الرغم من أهمية تكوين مبالغ مالية من أجل الصمود أمام مصاعب الحياة والمشاكل الاقتصادية التي قد تحدث فإن من المهم بالقدر نفسه الحفاظ على الأموال واستخدامها أو إنفاقها بحكمة.

في البداية يجب عدم الانفعال والتفكير بعقل وهدوء، لأن في جو الانفعال يصعب الوصول إلى أفكار تساعد الإنسان لعبور مطبات الحياة المالية، وهذه بعض الأفكار التي تساعدك في إدارة أموالك أو حتى إدارة راتبك.

ولابد من معرفة الأماكن التي تتسرب منها المبالغ وتتبع الإنفاق جيداً وبشكل دوري خاصة في الأوقات الطارئة، وهذا يساعد على التحكم في الأموال وتحديد وتقليل النفقات غير الضرورية بشكل مستمر، وتأجيل شراء بعض الحاجيات والكماليات غير الضرورية.

وجود ميزانية شخصية للأسرة أو لدى الفرد يساعده في تجاوز الأوقات العصيبة، وهذا يسهّل في التحكم أكثر في الأموال ولتحقيق الاستقرار المالي، ولابد من تقييم وضعك الحالي قبل ذلك، لذلك يجب عليك أن تكون واضحاً جدّاً بشأن قروضك أو أقساط تضر بميزانيتك، اكتب كل شيء حتى تتمكن من رؤية الصورة كاملة.

ويمكنك اتباع قاعدة 50-30-20، التي تقوم على تخصيص 50 % من دخلك للنفقات الضرورية (مثل السكن والفواتير والطعام والملابس)، و30 % للنفقات الأخرى (مثل الأكل والكماليات)، و20 % للادخار، سوف يتطلب الأمر انضباطاً كاملاً حتى لا تنفق الجزء المخصص للادخار.

وراجع إنفاقك على الأشياء غير الضرورية وقلل من النفقات، خاصة بالاشتراكات الثانوية في بعض التطبيقات والتي تتجدد دون علمك أو تلقائياً في كثير من الأحيان، ويذكر موقع «إنشارج» الأميركي أن المشكلة الحقيقية التي يُعاني منها غالبية الناس ليست في حجم المداخيل، بل في طرق الإنفاق التي لا تساعد على توفير بعض المال، لذلك من المحتمل أنك تحتاج إلى تقليل النفقات واتباع هذه النصائح.

وقد تكون الحياة صعبة بعض الأحيان ومليئة بالكثير من التحديات والصعوبات بسبب الظروف الطارئة، لكن تذكر أنك لست وحدك في هذه العقبات، وكما يقولون:«لكل جهد منظم عائد مضاعف»، وإذا واصلت العمل وفقاً لهذه النصائح فقد تصبح في النهاية جزءاً من عاداتك التي ستبني عليها فكرك المالي مستقبلاً.

وفي تقرير نشره موقع «إمبرندياندو استورياس» (emprendiendohistorias) الإسباني، يقول دييغو أورتيز، إن التثقيف المالي يتطلب أن تضع في اعتبارك كيف تؤثر القرارات التي تتخذها يومياً على اقتصادك الشخصي، والتي -على المدى الطويل- ينتهي بها الأمر إلى أن يكون لها تأثير إيجابي أو سلبي على نوعية حياتك.

إن الانضباط في الصرف المالي هو المفتاح الأهم في الإدارة المالية لأموالك، لأنه يساعدك على القرارات المالية العشوائية المتهورة التي تسبّب ضياع الأموال، لذلك حاول تأخير قرار الشراء للتفكير أكثر في عملية الشراء والتمييز بين الرغبات والاحتياجات. وابتعد عن الانفاق العاطفي، سواء كان ذلك استجابةً للتوتر أو غيرها من المشاعر، إلى مشاكل مالية.

وﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺔ بما لدى الإنسان غنى وراحة وقال النبي عليه الصلاة والسلام: «لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى ثالثاً ولا يملأ جوف ابن آدم إلّا التراب ويتوب الله على مَنْ تاب». متفق عليه.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد