إيلاف من مراكش: تتحول مدينة مراكش هذا الصيف إلى وجهة موسيقية تستقطب عشاق الفن المغربي الأصيل والعصري، من خلال حفلات (سامر سيريز) التي تنطلق لأول مرة، بداية من الخميس المقبل، في (بلاست مراكش)، وتتواصل إلى متم الشهر، في حدث فني تنظمه (وانوت أوريجينال) بشراكة مع (بلاست مراكش).
ومن المنتظر أن يستضيف مسرح (بلاست)، كل جمعة وسبت، حفلا موسيقيا يحتفي بالأجواء الصيفية. وسيشهد برنامج هذه الحفلات، بحسب بيان تلقت "إيلاف المغرب" نسخة منه، 14 أمسية مخصصة للموسيقى المغربية بمختلف أجيالها، ببرنامج يناسب الجمهور الواسع ويجمع بين جودة الصوت وأجواء الاستمتاع.
2.jpeg)
من ملصقات حفلات (سامر سيريز)
وتُفتتح سلسلة الحفلات يوم 17 يوليو بحدثٍ استثنائي يتجلى في عودة فرقة "ناس الغيوان"، المجموعة العريقة التي طبعت الموسيقى الشعبية المغربية منذ سبعينات القرن الماضي، وكانت صوت جيل التمرد والالتزام، ليكون حضورها رمزاً لذاكرة موسيقية حيّة.
وفي 19 يوليو ستقدم فرقة "هوبا هوبا سبيريت"، أيقونة الروك البيضاوي، أمسية تمزج بين الإيقاعات الحماسية، والكلمات الدارجة، والنقد الاجتماعي اللاذع، لتعكس على مدى أكثر من عقدين صوت الشباب الحضري المغربي بكل تعقيداته.
ومن أبرز الأسماء المرتقبة أيضا، يوم 8 أغسطس، المعلم حميد القصري، نجم الفن الكناوي العريق، المعروف بتعاونه الدولي مع فنانين كبار، مثل سناركي بابي وماركيس ميلر. ويوم 16أغسطس، سيكون الموعد مع أحمد سلطان، الذي خلق بصمة موسيقية خاصة تجمع اللغات والأساليب بين إفريقيا وأوروبا والعالم العربي. ويوم 23 أغسطس، سيكون الموعد مع منال، أيقونة البوب للجيل الجديد، التي أصبحت من أكثر الفنانات تأثيراً بفضل عالمها المتميز وإنتاجاتها الجريئة والتزامها بقضايا المرأة. أما يوم 30 أغسطس، فسيكون الموعد مع ديزي دروس، الاسم البارز في الراب المغربي المعاصر، المعروف بنصوصه اللاذعة وأدائه المبهر الذي أعاد تعريف قواعد هذا الفن.
كما يحتفي برنامج هذه التظاهرة الفنية بالأصوات الموسيقية الأكثر جرأة وحريّة وتفرداً. فإلى جانب الأسماء البارزة، ستعتلي الخشبة أسماء تحمل لغات فنية خاصة وتكسر الحدود بين الأنواع الموسيقية، حيث سيكون الموعد يوم 25 يوليو. مع دادا، مغني الراب حامل راية مدينة أكادير والهوية الأمازيغية، ويوم 2 أغسطس مع مورين وغيثة كمال، وهما صوتان نسائيان في أجواء الـ "شاتا" والأفروبيت، ويوم 9 أغسطس، سيكون الموعد مع شوبي وفتاح، أيقونة الراب المحلي من الفرقة الشهيرة "شايفين" مع فنان واعد على نفس الخشبة، فيما سيكون الموعد يوم فاتح غشت مع "فهد بنشمسي أند ذا لالاس"، الذي هو مشروع فني يمزج بين طاقة فن كناوة وإيقاعات الشعبي في عرض جماعي حيوي.
3.jpeg)
من ملصقات حفلات (سامر سيريز)
يشار إلى أن "بلاست مراكش"، برز، منذ افتتاحه، كفضاء ثقافي متعدد الوظائف، وهو يجمع بين قاعة حفلات حديثة ومساحة مخصصة للقاء والتعبير الفني.
ومع انطلاق برنامج (سامر سيريز)، تُقام الحفلات في القاعة المكيّفة لضمان راحة الجمهور، فيما يوفر الفضاء الخارجي أماكن للاسترخاء ومطعماً وسوقاً يضم أعمال مصممين وفنانين، مما يخلق تجربة ثقافية متكاملة. ويتميّز هذا النشاط الفني بأجوائه الحميمية، إذ تتيح سعة القاعة المحدودة تواصلاً مباشراً وتقارباً فعلياً بين الفنانين والجمهور، في أمسيات صيفية تنبض بالموسيقى ودفء اللقاءات الودية.
وتسعى (وانوت أوريجينال) مع الدورة الأولى من (سامر سيريز) لترسيخ هذا الحدث كمحطة ثقافية ثابتة في الأجندة الصيفية للمدينة الحمراء، بهدف ثلاثي الأبعاد، يتمثل في دعم المشهد الموسيقي المغربي بكل تنوعه، وتوفير منصة احترافية للفنانين الصاعدين والبارزين، مع تعزيز الجاذبية الثقافية لمراكش وتقديم بديل نوعي عن الفعاليات المعتادة.
وبالنسبة للمنظمين، فمن خلال (سامر سيريز) يعبّر المشهد الموسيقي المغربي عن نفسه بكل حيويته وتنوعه وأصالته، مقدما للجمهور صورة واضحة عن غنى التراث الموسيقي الوطني وانفتاحه على مختلف التأثيرات العالمية المعاصرة.