إيلاف من الرباط: دعت حركة "صحراويون من أجل السلام" مبعوث الأمم المتحدة إلى الصحراء ، ستيفان دي ميستورا، إلى إعادة النظر في منهجية تعاطي المنظمة الدولية مع ملف النزاع، مؤكدة أن حصر التمثيلية الصحراوية في جبهة البوليساريو يُكرّس واقعاً غير ديمقراطي ويتجاهل الأصوات الصحراوية الداعية إلى الحوار والتسوية السلمية.
المحجوب السالك المنسق العام لتيار "خط الشهيد" المنشق عن جبهة البوليساريو
وعلمت ”إيلاف" أن اللجنة السياسية الدائمة للحركة، كلفت كاتبها الأول ( أمينها العام) أحمد باركيلى، بتوجيه رسالة تنبيه للوسيط الأممي يخبره فيها أن الحل السياسي العادل والدائم للنزاع لا يمكن أن يتحقق من دون إشراك كافة الأطراف الصحراوية ذات الحضور الفعلي والمشروع في الميدان، وعلى رأسها القبائل والأعيان وممثلو المجتمع المدني، الذين عبّروا مراراً عن رغبتهم في الانخراط في عملية سلمية واقعية.
ودعت اللجنة دي ميستورا إلى تجاوز المقاربة التقليدية التي حصرت منذ عقود التمثيل الصحراوي في يد تنظيم واحد، رغم ما أفرزته التحولات السياسية والاجتماعية من تعددية داخل الجسم الصحراوي، سواء داخل الأقاليم الجنوبية للمملكة أو في مخيمات تندوف( جنوب غربي الجزائر) .
وأكدت الحركة أن الحضور الوازن لممثلين عن القبائل الصحراوية في المحافل الدولية الرفيعة، شكّلت دليلاً قاطعاً على تنامي الدعم الشعبي بضرورة الحل السلمي والنهائي لهذا النزاع المفتعل من جانب واحد.
وتعتبر الحركة شرعيتها كإطار بديل يعكس تطلعات جزء واسع من الصحراويين الباحثين عن حل سلمي في إطار السيادة المغربية.
وفي سياق متصل، وقبيل تقديم دي ميستورا لتقريره الدوري أمام مجلس الأمن، شدد المحجوب السالك، المنسق العام لتيار "خط الشهيد"، في تصريح لـ"إيلاف"، على أن جبهة البوليساريو "لا تملك الشرعية الحصرية لتمثيل الصحراويين، بل إنها كيان مفروض من طرف النظام الجزائري لخدمة حسابات إقليمية ضيقة".
واتهم السالك قيادة الجبهة بـ"ممارسة القمع والاحتجاز الممنهج في مخيمات تندوف، حيث يُجبر المعارضون على الصمت ويُعاقَبون بالتجويع والإذلال في ظروف إنسانية مأساوية"، على حد تعبيره. وأضاف أن "الوقت قد حان كي تعترف الأمم المتحدة بالتعددية داخل المكوّن الصحراوي، وأن تفتح المجال أمام أصوات بديلة تنشد السلام والاستقرار".
ويرى مراقبون أن تصاعد هذه الدعوات من داخل المكونات الصحراوية المناوئة لـ"البوليساريو" يعكس تحوّلاً لافتاً في طبيعة النقاش حول تمثيلية الصحراويين، خاصة في ظل تصاعد الدعوات لإدماج حركات جديدة، كـ"صحراويون من أجل السلام" و"خط الشهيد"، في المسار السياسي الأممي، باعتبارها أطرافاً مدنية تسعى إلى حل واقعي وعادل يضمن كرامة السكان ويحفظ استقرار المنطقة.