تراس تطمئن الأسواق المضطربة ولا اعتذار لأحد!

إيلاف من لندن: أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس عن تحول آخر في خطة الحكومة لخفض الضرائب، في محاولة لطمأنة الأسواق المالية.

وبعد ساعات من إقالة وزير الخزانة، كواسي كوراتنغ وتعيين وزير الخارجية ووزير الصحة السابق جيريمي هانت خلفا له، قالت تراس في مؤتمر صحفي إنها ستعكس خطتها لإلغاء زيادة ضرائب الشركات وتعترف بأن الميزانية المصغرة للحكومة قد ذهبت "أسرع وأكثر" مما توقعه الكثيرون.

عندما سُئلت عن سبب بقائها في منصب رئيس الوزراء ، قالت إنها "مصممة على تحقيق ما وعدت به".

اضطرابات مالية

وفقد وزير الخزانة كوارتنغ وظيفته بعد ثلاثة أسابيع فقط من إعلانه عن تخفيضات ضريبية غير ممولة أدت إلى اضطرابات مالية، وفي رسالة الاستقالة، عبر عن دعمه لخطة تراس الاقتصادية للبلاد وسيواصل دعمها من المقاعد الخلفية في البرلمان.

وتعرضت رئيسة الوزراء لضغوط متزايدة من داخل حزبها لإعادة التفكير في خططها الاقتصادية ، حيث قال أحد أعضاء البرلمان من حزب المحافظين لبي بي سي: "إنها كش ملك، لقد فسدنا".

وفي المؤتمر الصحفي عبرت رئيسة الوزراء عن "آسف بشكل لا يصدق" لخسارة وزير الخزانة كوارتينغ/ وقالت إنها التقته اليوم الجمعة. 

وقالت تراس "إنه صديق عظيم ويشاركني رؤيتي لوضع هذا البلد على طريق النمو. اليوم ، طلبت من جيريمي هانت أن يصبح وزير الخزانة الجديد، إنه أحد وزراء الحكومة والبرلمانيين الأكثر خبرة واحترامًا على نطاق واسع، وهو يشاركني قناعاتي وطموحاتي لبلدنا".

خطة متوسطة الأجل

وقالت إن هانت "سينفذ الخطة المالية متوسطة الأجل في نهاية هذا الشهر. وسوف يتابع من خلال الدعم الذي نقدمه لمساعدة العائلات والشركات ، بما في ذلك ضمان أسعار الطاقة لدينا".

وأضافت تراس: "هذا يحمي الناس من فواتير الطاقة المرتفعة هذا الشتاء. وسيقود مهمتنا للمضي قدمًا في النمو ، بما في ذلك المضي قدمًا في إصلاحات جانب العرض التي تحتاجها بلادنا. نحن مدينون للجيل القادم بتحسين أدائنا الاقتصادي ، وتقديم أجور أعلى ووظائف جديدة وخدمات عامة أفضل وتخفيف عبء الديون".

تصرف حاسم

وأكدت رئيسة الوزراء: "لقد تصرفت بشكل حاسم اليوم لأن أولويتي هي ضمان الاستقرار الاقتصادي لبلدنا كرئيس للوزراء". وفي عبارة قد تكون الأقرب إلى الاعتراف المباشر بالأخطاء، قالت تراس: "أريد أن أكون صادقة. هذا صعب. لكننا سنتجاوز هذه العاصفة".

وقالت تراس إنها اتخذت قرارًا "صعبًا" من أجل "الأمن الاقتصادي" و"المصلحة الوطنية"، لكنها قالت إن "مهمتها" المتمثلة في خفض الضرائب باقية. قالت: "سوف نتجاوز هذه العاصفة". "المهمة لا تزال كما هي .. ولكن في نهاية المطاف علينا أن نتأكد من أن لدينا الاستقرار الاقتصادي."

لا اعتذار

وتحت انتقادات شديدة من الصحفيين ، رفضت السيدة تراس الاعتذار عن "الإساءة" لسمعة حزب المحافظين - قبل انسحابها فجأة بعد ثماني دقائق وأربعة أسئلة فقط.

وحث نواب مخضرمون آخرون الزملاء على التزام الهدوء ، قائلين إن الحديث عن استبدال تراس أو إجراء انتخابات مبكرة قرار "متسرع".

وعندما سُئلت عن سبب بقائها في منصب رئيس الوزراء ، قالت تراس: أنا عازمة تمامًا على رؤية ما وعدت به، لتحقيق نمو أعلى، وأكثر ازدهارًا في المملكة المتحدة ، لرؤيتنا خلال العاصفة التي نواجهها. لقد قدمنا ​​بالفعل ضمان سعر الطاقة للتأكد من أن الناس لا يواجهون فواتير ضخمة هذا الشتاء.

واضافت تراس: "ولكن في مواجهة المشكلات التي واجهتنا ، تصرفت بشكل حاسم لضمان الاستقرار الاقتصادي ، لأن هذا مهم للغاية للأفراد والشركات في جميع أنحاء بلدنا."

وعما إذا كانت ستعتذر لحزبها ، قالت السيدة تراس للصحفيين: `` أنا مصممة على الوفاء بما حددته عندما كنت أقوم بحملة لأكون زعيمة للحزب. نحن بحاجة إلى اقتصاد عالي النمو ولكن علينا أن ندرك أننا نواجه قضايا صعبة للغاية كدولة.

المصلحة الوطنية

وشددت رئيسة الوزراء على القول: "وكان من الصواب ، من أجل المصلحة الوطنية ، أنني اتخذت القرارات التي اتخذتها اليوم لاستعادة ذلك الاستقرار الاقتصادي حتى نتمكن من تقديم ، أولاً وقبل كل شيء مساعدة الناس خلال هذا الشتاء والشتاء المقبل مع فواتير الطاقة الخاصة بهم ، ولكن أيضًا صنع تأكد من أن بلدنا على أساس طويل الأجل لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام.

وأدت الفوضى إلى تخلي الجنيه الإسترليني عن المكاسب التي حققها يوم أمس عندما تحركت الأسواق وسط تزايد احتمالية حدوث تحول كبير في التخفيضات الضريبية غير الممولة. 

وارتفع الجنيه مرة أخرى فوق 1.12 دولار مع الإعلان عن تعيين وزير الخزانة الجديد، لكنه تراجع مرة أخرى حيث عقدت تراس مؤتمرها الصحفي القصير للغاية.

وكان نواب المحافظين المتمردون يروجون لريشي سوناك وبيني مورداونت على أنهما "تذكرة الأحلام" لتولي المسؤولية من السيدة تراس. يريد الآخرون رؤية عودة بوريس جونسون.

تخفيضات الضريبة

وإلى ذلك، فإنه في نهاية شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، كشف وزير الخزانة آنذاك كواسي كوارتنغ عن ميزانيته المصغرة لخفض الضرائب والتي أعلن فيها عن تخفيضات ضريبية غير ممولة بقيمة 45 مليار جنيه إسترليني.

وقامت الحكومة منذ ذلك الحين بتشغيل اثنتين من السياسات داخل هذه الميزانية المصغرة - قرار إلغاء أعلى معدل لضريبة الدخل 45 بنسًا وخطة إلغاء الزيادة في ضريبة الشركات من 19٪ إلى 25٪.

وحذر أحد كبار الخبراء الاقتصاديين الحكومة بعد نشر ميزانيتها المصغرة من أنها بحاجة إلى إيجاد 62 مليار جنيه إسترليني لتحقيق الاستقرار المالي في البلاد.